تعتبر الرياضة عامة والرياضة المدرسية خاصة من الممارسات التي تكسب المتمدرسين جسما سليما وعقال سليما، مما يسمح لهم باستيعاب دروسهم و زيادة تحصيلهم الدراسي بصورة أفضل، بالإضافة إلى دورها في إعداد شخصية الفرد عامة، و التي تتشكل تحولا في مختلف مراحله العمرية، فهي تعمل على تكوين الناحية البدنية و الإنفعالية و الإجتماعية حد السواء، و على هذا اجتهد العلماء و الباحثين في مجال التربية البدنية على إعداد برامج تربوية هادفة تعمل على تعداد و معالجة سلوكيات التلميذ عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية السليمة للوصول إلى أعلى لمستويات الرياضية وفق المعايير الوطنية والعالمية.
تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أهمية الرياضة المدرسية في تنمية بعض الجوانب الشخصية للتلميذ.. و المنهج الوصفي للتوصل لتحليل هذه الوضعية اعتمد على أداة الاستبيان في جمع بياناته، و الإجابة عن التساؤلات المتمثلة في هل للرياضة المدرسية أهمية في تنمية بعض الجوانب الشخصية للتلميذ؟ و عن التساؤلات الجزئية هل للرياضة المدرسية أهمية في تنمية الثقة بالنفس لدى التلميذ؟ هل للرياضة المدرسية دور في تنمية صفة الاحترام لدى التلميذ؟ و هل للرياضة المدرسية دور في ضبط سلوك التلميذ؟ و تمثل التمحيص و التفكير و التحليل في الاستنتاج إلى أن للرياضة المدرسية أهمية في تحقيق التوافق النفسي.. و قد خلصت هذه الفرضية إلى عدم وجود فروق في تحقيق التوافق النفسي بين التلاميذ الممارسين و غير الممارسين للأنشطة الرياضة المدرسية..
أما الباحث في خبايا الرياضة المدرسية فسيجد على أنها: “جملة من الوسائل الفعالة لتكوين و تربية الناشئة، كونها فرصة طيبة للقاء، و التواصل، والإندماج، و تبادل الخبرات و تعلم العادات الصحية و ترسيخها، لتحقيق توازن نفسي و وجداني لتجنيبهم آفة الإنحراف مما يعود بالنفع عليهم، لأنها تساعدهم على الدراسة و التحصيل، و تجعلهم مواطنين صالحين لأنفسهم و لأسرهم و لمجتمعهم. كما أنها: تلك العملية التربوية التي تهدف إلى تحسين الأداء الإنساني و الجوانب البدنية، والعقلية، و الإجتماعية، و الوجدانية للفرد باستخدام النشاط البدني كأداة لتحقيق أهدافها…
و الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية و مديرية الرياضة و معها جنود الرياضة المدرسية بالمديريات على طول و عرض المملكة المغربية، قطعوا بالرياضة المدرسية أشواطا مهمة.. و لا أدل على ذلك النتائج التي تحصد في كل المنافسات الرياضية في كل المحافل الدولية، ناهيك عن الجهوية و القارية..
و في نقل مهام الرياضة الوطنية إلى حضن وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة إرجاع لها إلى السكة الصحيحة.. باعتبار الرياضة المدرسية كانت على الدوام هي المشتل الحقيقي للرياضة المدنية، و جيوشها من الأساتذة يعملون بجد و بتفاني و في إطار قانوني منظم و جدي..
يتبع–
