إقصائيات إقليم الخميسات للتبوريدة تنظم بالقنيطرة ..من العجائب و العجائب جمة
نظمت الشركة الملكية لتشجيع الفرس بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للفروسية، يوم الثلاثاء 17 أبريل الجاري ب “محرك اولاد وجيه” بمدينة القنيطرة، الإقصائيات الإقليمية لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، الخاصة بإقليم الخميسات، و ذلك بمشاركة 22 سربة في فئة الكبار و ثلاث سربات بالنسبة لفئة الصغار.
و عرفت هذه التظاهرة الرياضية تأهل 5 سربات من 22 سربة في فئة الكبار، فيما تأهلت سربتان بالنسبة لفئة الصغار لتمثيل إقليم الخميسات في اقصائيات بين الجهات التي ستحتضنها مدينة بوزنيقة المؤهلة لنهائيات هذه الرياضة بدار السلام بالرباط.
و جرت أطوار التظاهرة في جو ممتع نسبيا، و حضرها جمهور غفير من كل الأعمار، بعضهم قدم من الديار الأوروبية، إما ولعا بهذه الطقوس الثقافية المغربية الضاربة في التاريخ، أو مساندة لأبناء جماعتهم من الأهل و الأقارب أو الاستمتاع بطلقات البارود و هو يزمر في سماوات المغرب التاريخي الشريف.. العروض كانت جدية و تميزت بالندية القوية.. مما بين أن فنون “التبوريدة” هو موروث ثقافي ضارب في عمق التاريخ، و تربط المغاربة به روابط أصيلة..
و قد اعتمدت لجن التحكيم كل المعايير الأساسية في هذه الإقصائيات، و المتمثلة في التحية و التشويرة و الطلقة و السرج و اللباس و الاستقامة و التنظيم و غيرها.
الجماعات الترابية و الفئات المشاركة
فئة الكبار:
1 يونس أحرضان، 2- معرير محمد (جماعة أوالماس).
3- طويه محمد، 4- طويه عبد السلام (جماعة آيت ميمون).
5- بن عمر محمد (جماعة سيدي الغندور/ قبليين).
6- نبيل أحرير، 7- محمد توهتوه، 8- رشيد مشكيرات (جماعة سيدي علال لمصدر /آيت عبو).
9- يوسف بلحاج، 10- بنعاشير صروي، 11- محمد بوجليت، 12- أسامة شحيمة، 13- حسن لكزار، 14- نوردين بركاز، 15- يوسف بنكدة (جماعة آيت يدين).
16- أحمد بنعقة (جماعة الكنزرة).
17- يونس مركوس (جماعة سيدي عبد الرزاق /الخزازنة).
18- عبد الكريم قداري (جماعة مقام الطلبة /مزورفة).
19- محمد السكات (جماعة تيفلت).
20- قدرو لكزولي، 21- جلالي نشبة (جماعة عين الجوهرة سيدي بوخلخال)،
22- محمد داودي (جماعة عين الجوهرة سيدي بوخلخال)
وعن فئة الشبان: 1- أحمد كرعوس و 2- عبدالعالي عزات (جماعة آيت يدين).
3- أمين الكزولي (جماعة عين الجوهرة سيدي بوخلخال).
فيما تغيبت جماعات أخرى يشهد لها بالحضور المستمر، من مثل أيت إيكو و عين السبيت ..
و قد سجلنا أيضا الوقفة الرجولية و الملتزمة للسلطات المحلية و لرجال الأمن و القوات المساعدة و الوقاية المدنية و الهلال الأحمر المغربي و موظفي مجلس المدينة.. كما نحيي بعض الشباب من المنظمين الذين قاموا بدورهم على أحسن وجه..
و لكننا سجلنا عدة نقاط نرى أنه على المسؤولين الانتباه إليها بالجدية اللازمة، خصوصا و أنهم يحملون إسم ” الشركة الملكية لتشجيع الفرس “، و أولاها تتجلى في الأسباب الرئيسية التي جعلت المنظمين ينقلون التظاهرة إلى القنيطرة، علما أنها كانت تقام دائما بالخميسات أرض المقاومة و رجال التبوريدة بامتياز.. و على مدى التظاهرة و جماهير الخميسات بالقنيطرة تئن من ألم سماع منشط الدورة و هو يكرر في مكبرات الصوت التي لم تكن جيدة “إقصائيات إقليم الخميسات التي تنظم بالقنيطرة”.. علما أن حلبة الخميسات أصبحت واحدة من أهم الحلبات الوطنية، و كانت تنظم فيها سنويا الإقصائيات الإقليمية الخاصة بها، و إذا كان الأمر يتطلب “محرك” طبيعي و شاسع أكثر، فلا أظن أن مدينة الخميسات لا تتوفر على ما هو أحسن و أجمل من محرك “أولاد وجيه” المطل على القبور و محلات الميكانيك الذين سدت كل الطرق أمام قوتهم.. هذا القوت الذي حرمت منه العشرات من الباعة و التجار و أصحاب الطاكسيات و التريبورتور و الكراب و الكوتشي في مدينة الخميسات من الذين كانوا ينتظرون التظاهرة بشوق كبير لما تدره عليهم من دراهم معدودة تقيهم حر السنين العجاف و كي غلاء المعيشة.. و عليه فــنقل الإقصائيات الخميسية إلى القنيطرة هو قطع لرزق العباد و تكليف المئات من الجماهير الخميسية عناء التنقل و حر الشمس..
ثم عدم توفير صدريات (بادج) لكل رواد الحلبة (المحرك)، و خصوصا منهم الصحافيين و المصورين احتراما لعملهم الشريف و الوطني، و تخصيص مكان محترم لهم (خيمة مثلا مجهزة بكراسي على الأقل و ملفات صحفية تضم كل المعلومات على التظاهرة و أعداد المشاركين و أسماء السربات و قوانين التبوريدة، و أعود لأذكر بأن المنظمين يحملون إسم ” الشركة الملكية لتشجيع الفرس”) علما أن أغلبهم تنقل من إقليم الخميسات متابعة للمشاركين و تغطية لأنشطتهم.. و ذلك لتمكينهم من الاتصال المباشر بالمحرك و أيضا تسهيلا للتغطية الصحفية اللازمة، لا أن يتركوا متشتتين هنا و هناك لساعات طوال حتى أنهم نعتوا بأنهم يفسدون على الجمهور الفرجة و الاستمتاع..
و أيضا، كان لبعض الشباب من المنظمين تأثير سلبي على عمل المصورين الصحفيين، إذ يتموقعون في نقاط تحجب عملية التصوير و التقاط لقطات جميلة، و بذلك كان البعض من الصحافيين يضطرون للتنقل إلى أماكن قرب خط وصول السربات و هو ما أساء لجمالية التنظيم كثيرا و أزعج الصحفيين أيما إزعاج ( الصورة).. بل كان أحدهم “منظم” و هو عند نقطة الوصول، يقوم بحركات غريبة و كأنه يستعد لاستقبال الأحصنة بالأحضان.. بل كان يسبق شباب و شابات الهلال الأحمر المغربي إلى التدخلات لإعطاء الإسعافات الأولية.. و هذه نتيجة سوء الاختيار أو عدم ثبات من يختار..
و هي فرصة أخرى أيضا، لنثير انتباه رجال الأمن إلى توحيد الأوامر، و قد تابعت أحدهم يأمر مجموعة من المتفرجين بإخلاء نقطة معينة، و قد سبقه قبل دقائق معدودة أحد رجال السلطة كان هو من حولهم إلى هناك، فأضحى المتفرج الذي كلف نفسه عناء السفر و تحمل مصاريف إضافية و حر الشمس ككرة تتقاذفها أهواء المنظمين، و تحت رحمة التنقل من هنا إلى هناك و من هناك إلى هناك…
وضع الحواجز على الطريق المعبدة: وقفت لدقائق و أنا أحاول فهم ذلك، الطريق الرئيسية بعيدة جدا عن الحلبة، و إغلاقها في تلك النقطة خلق فوضى في السير، ذلك أن كل مستعملي الطريق، عوض المرور بسلاسة يتوقفون عند الحاجز، ثم يتجهون صوب الحلبة على الطريق الترابية و سط سلسلة من الحواجز لا جدوى منها بتاتا ليعرجوا مرة أخرى إلى الطريق المعبدة و ينزلوا من فوق الرصيف مثيرين للغبار في صورة قبيحة جدا…
رش الحلبة: طبعا أن سائق شاحنة الرش لا يتحمل أية مسؤولية في الارتباك الحاصل، بحيث أنه دخل الحلبة لرش “المحرك” و قد حمى وطيس التنافس بين السربات، ثم تم أمره بإخلاء الحلبة، و كلما اتجه إلى مكان ما للتوقف على صراخ الجماهير التي حجز عنها الرؤية، و بقي المسكين في حيرة من أمره، فلما تمكن من مغادرة الحلبة، و انتهت جولة من المنافسة تمت المناداة عليه، تعذر عليه الدخول بسبب إغلاق الحواجز و الممرات بالمئات من الجماهير، لتستأنف التظاهرة وسط أتربة و غبار كثيفين..
و أخيرا، تتبعنا احتجاجا عارما ل “مقدم سربة” الذي اعتبر إقصاءه حيفا و ظلما..و لما حاول تقديم اعتراضه لدى لجنة التحكيم كان يعترضه بعض الشباب من “المنظمين” محاولين ثنيه عن ذلك بطريقة غير صحيحة تتمثل في المسك و الجر، و هو يصيح “عاش الملك ..هاد السيدة كتحكر علينا” مشيرا و ملوحا اتجاه لجنة التحكيم.. و كان الأمر في صورة قبيحة تضر بجمالية تظاهرة من حجم إقصائيات إقليمية لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” منظم من طرف الشركة الملكية لتشجيع الفرس بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للفروسية..
كانت تلكم تغطية “كل الميادين” لأحداث الإقصائيات الإقليمية لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” لإقليم الخميسات بالقنيطرة، و لا نستغرب إذن أن نسمع في السنة القادمة تظاهرة الخميسات تنظم بالسمارة أو وجدة..فكفى استهتارا و استخفافا و تخربيقا..