رياضة
أخر الأخبار

البطولة الجهوية المدرسية لكرة اليد:فتيات إعدادية البارودي تحققن المستحيل في برمجة مستحيلة

احتضنت بعض ملاعب الرباط عاصمة المملكة المغربية البطولة الجهوية المدرسية لكرة اليد إناثا.. و شهدنا و تتبعنا المستوى الجيد لأغلب التلميذات على أرضية الصالات المغطاة كما على أرضية الملاعب المكشوفة.. و الكلام على المستوى الجيد لدى التلميذات يجرنا حتما إلى التنويه بالعمل المتواصل و الجاد لأساتذة التربية البدنية بالمؤسسات التعليمية..
و نحن هنا نعرج على نقطة نعتبرها الأكثر أحقية للنقاش من أخريات، و يتعلق الأمر ببرمجة عدة مباريات في اليوم الواحد على ملاعب مختلفة، كل مباراة لعبت كتوقيت 2×20 دقيقة..
و علما أن من بين التلميذات المشاركات فرق قادمة من مؤسسات تعليمية بالمجال القروي.. و هذا لوحده يستحق تنويها خاصا.. علما أن المجال الحضري يفتقر معظمه لأندية كرة اليد إناث، حيث توجد فرص المشاركة و التمرن و المنافسة، فكيف بالمجال القروي، حيث المجال الوحيد لصقل الموهبة و التمرن هو حصص التربية البدنية و الرياضات الجماعية.. و عليه فالحديث عن فريق استطاع الوصول و التأهل إلى مراحل متقدمة مثل البطولة الجهوية و الوطنية أو احتلال مراتب متقدمة و مهمة، هو حديث عن مجهودات خارقة و تفاني في العمل و اجتهاد متميز..
و نعود إلى ملاحظتنا التي نراها تستحق المراجعة و الاهتمام، و هي، كيف و بأية معايير علمية و إنسانية و منطقية يتم تسطير برنامج لبطولة جهوية لكرة اليد إناث تتبارى فيها الفرق ثلاث مباريات في اليوم الواحد؟؟
و كأنني بالمنظمين لا يهمهم أي أمر غير أن تمر البطولة و تنتهي و تسطر التقارير بعدها الطوفان.. فكيف يعقل أن تلعب فتاة ثلاث مباريات كل واحدة تجري في توقيت 2×20 دقيقة، و هو ما يساوي 40 دقيقة لكل مباراة، و إذا أضفنا كل حيثيات المباراة الواحدة من تنقل و لباس و استعداد بدني و نفسي و غيره،..

فإذا كانت فرق كبار المحترفين في المباريات العالمية لا تلعب أكثر من مباراة واحدة، و هم ما هم عليه من استعدادات بدنية و نفسية و حماية طبية و تنقل مريح و إقامات في فنادق فخمة.. فكيف يمكن أن يستوعب عقل كل فاهم ما يجري في مثل هذه البرمجة.. و نثير انتباه السادة المنظمين علماء تسطير البرامج، لمثل بسيط: هناك من الفتيات المشاركات و القادمات من العالم القروي، من استيقظت في نفس يوم التظاهرة، يوم الجمعة 17 يناير 2025، على الساعة 5 صباحا (في برودة الطقس الخطيرة الحالية)، و قطعت زهاء 3 كيلومترات فقط لتبلغ الطريق الرئيسية حيث ستنتظر وسيلة النقل المدرسية لما يزيد على 30 دقيقة، ثم لتبلغ المؤسسة و لتتنقل إلى جانب زميلاتها لمدة تزيد على الساعتين إلى حيث القاعة المغطاة و المشاركة في أول مباراة سطرت على الساعة 10 صباحا، و ما إن تنتهي المباراة حيث تنتقل إلى ملعب آخر في مكان آخر ثم مباراة ثالثة في ملعب آخر و بنفس البذل الرياضية دون استحمام و لا فترة راحة كاملة.. و لعلم علماء تسطير البرامج أن إحدى اللاعبات، لم تبلغ منزلها إلا الساعة 11 ليلا حيث العائلة بأكملها مدججة بالعصي خوفا من الكلاب الضالة في انتظارها تحت رحمة البارد القارس بالطريق الرئيسية.. ليقصدوا منزلهم المتواجد على بعد 3 كيلومترات.. و الغريب أن هذه الفتاة إلى جانب زميلاتها و أستاذيها قد انتصروا في المبارتين الأولى و الثانية بجدارة و استحقاق و انهزموا في الثالثة بشق الأنفس..


المثال هنا يدور حول فريق إعدادية البارودي إناث، الذي حقق المستحيل في ظروف استثنائية..
آملين أن تنتقل الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، و هي التي تقلدت زمام الرياضة الوطنية – و لا نشك أبدا في قدرات و نجاعة جنودها بالإدارات و المؤسسات التعليمية- إلى الاهتمام ببعض دقائق الأمور مثل التمحيص و التدقيق في البرامج الرياضية، حتى يتسنى لأبنائنا و بناتنا حاملي مشعل الرياضة الوطنية، المشاركات الفعالة في ظروف جيدة تحت شعار تكافؤ الفرص، و لنا في الأبطال المدرسيين السابقين خير مثال على ما تغدق به منابع المؤسسات التعليمية من مواهب و قدرات بلغت العالمية و حملت العلم الوطني خفاقا في المحافل الإفريقية و العربية و العالمية..
و حسب ما يروج بالوسط القروي لخميس سيدي يحيى بالخميسات حيث مقر إعدادية البارودي، صانعة الأحلام و مشتل المواهب، أن هناك نقاش جدي حول تنظيم احتفال ببطلات كرة اليد و مؤطريهما على ما حققنه من نتائج مبهرة، رغم قساوة الطقس و ظلم البرمجة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى