وطنية
أخر الأخبار

الأبعاد الاستراتيجية للمبادرة الملكية الأطلسية في منتدى دولي متميزة بالعيون

شكل موضوع الأبعاد الاستراتيجية للمبادرة الملكية الأطلسية و ولوج دول الساحل في محيط إقليمي متغير، محور المنتدى الدولي الأول للتحليل الاستراتيجي لشؤون الأطلسي و الساحل، الذي انطلقت أشغاله، يوم الاثنين 28 أبريل 2025 بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون.
و يهدف هذا المنتدى، الذي عرف مشاركة أساتذة جامعيين و أكاديميين من جامعات وطنية و دولية، إلى تسليط الضوء على مرتكزات و أبعاد المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى31 للمسيرة الخضراء، و ذلك بتاريخ 06 نونبر 2006 من مدينة العيون، لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، باعتبارها مشروعا إقليميا و استراتيجيا يعزز التعاون جنوب – جنوب بين المغرب و دول الساحل و الدول المطلة على المحيط الأطلسي، و يؤسس لشراكات تنموية و ثقافية و إنسانية.
و نستغل هذه المناسبة لنذكر ببعض ما جاء في الخطاب الملكي السامي، بمناسبة الذكرى31 للمسيرة الخضراء، بتاريخ 06 نونبر 2006 من مدينة العيون:
… و على هذا الأساس، قامت مبادرتنا في تخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، في نطاق سيادة المملكة، و وحدتها الوطنية و الترابية. و قد قطعنا في هذا الشأن خطوات متقدمة، ضمن مسار تشاوري، وطني و محلي..
… و على الصعيد المغاربي و الإقليمي، نؤكد بهذا النهج حرصنا على وحدة المغرب العربي، و على تجنيب المنطقة وجهة الساحل، و جنوب-شمال المتوسط، ما يمكن أن ينجم عن زرع كيان وهمي، من ويلات البلقنة و عدم الاستقرار، و تحويلها إلى مستنقع لعصابات الإرهاب، و التهريب و الاتجار في البشر و السلاح. وتلكم هي المخاطر التي يعمل المغرب على مواجهتها من خلال اقتراح الحكم الذاتي، كتوجه ديمقراطي..
أما على المستوى الدولي، فإن المغرب بهذا التوجه، يظل وفيا لالتزامه الثابت، بالتعاون الصادق مع المنتظم الأممي، و مع أمينه العام، و ممثله الشخصي، من أجل الإسهام في إيجاد حل سياسي توافقي، تنخرط فيه بجدية، كل الأطراف المعنية فعلا بهذا النزاع.
و في هذا الصدد، فإننا نوجه كل الفاعلين المعنيين، من سلطات عمومية و منتخبة، و قطاع خاص، و وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، و سكان هذه الربوع الغالية، إلى تضافر جهودهم، و إيلاء عناية خاصة للبرامج التي تمس الواقع المعيش لرعايانا الأوفياء بالصحراء، إلى جانب الأوراش الهيكلية الكبرى، بتناسق مع المشاريع المبرمجة، في نطاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تضع هذه الأقاليم في صدارة أولوياتها.

و انكب المشاركون خلال هذا اللقاء، على مناقشة المحور الجيوسياسي، من خلال ثلاث نقاط همت بالأساس، دور المبادرة الأطلسية في مواجهة التحديات الأمنية في المحيط الأطلسي الإفريقي و منطقة الساحل، و درجة تأثير هذه المبادرة على المؤسسات و العلاقات الإقليمية في منطقة شمال إفريقيا، و دور المبادرة في تعزيز التعاون الإقليمي بين المغرب و دول المحيط الأطلسي الإفريقي و دول الساحل.
و أشار المتدخلون إلى أن المبادرة الملكية الأطلسية، تعد مشروعا استراتيجيا إقليميا و قاريا يسعى إلى تعزيز التعاون بين المغرب و دول المحيط الأطلسي و الساحل الإفريقي، و يشمل جوانب متعددة تجمع بين التنموي و الثقافي و الإنساني.
و أكدوا أن هذه المبادرة تهدف إلى التنمية الاقتصادية الإقليمية عبر الأطلسي، و فتح طريق تنموي لدول الساحل نحو المحيط الأطلسي، و إحداث تغييرات هيكلية في البناء الاقتصادي لهذه الدول.
و أضافوا أن المبادرة الأطلسية، تروم استحضار البعد الإنساني الروحي لحقل إمارة المؤمنين، عبر مد جسور التواصل مع مختلف الزوايا و المدارس الدينية الممتدة عبر المحيط الأطلسي الإفريقي، و في دول الساحل بكل مكوناتها الثقافية و التراثية.
و قارب المتدخلون الأبعاد التي تؤسس لها المبادرة الملكية الأطلسية، مستعرضين الفرص و التحديات التي تواجه المبادرة، و مبرزين أهميتها في تحقيق الأمن و الاستقرار و التنمية المستدامة و الاندماج الإقليمي لمنطقة الساحل مع الدول المطلة على الأطلسي في الفضاء التنموي الإفريقي.

و في هذا السياق، أبرز عميد كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية بقلعة السراغنة، محمد الغالي، أن هذا المنتدى يأتي في إطار الدينامية التي تعرفها المنطقة، خاصة على مستوى هذه المبادرة الملكية، لإدارة و تدبير الصراع حول الوحدة الترابية للمملكة، على اعتبار أن المقاربات هي مقاربة جيوسياسية.
و أضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادرة الملكية الأطلسية لا تنظر إلى هذا المشكل من منظور الحدود الضيقة و لكن من منظور استراتيجي يتعلق بالتنمية و النهوض بالأوضاع الإفريقية، مشيرا إلى أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تخليد الذكرى ال 48 لانطلاق المسيرة الخضراء، قد أشار إلى بُعد مهم يتعلق بالاندماج، و هذا لن يتحقق إلا إذا كان هناك تيسير و تسهيل للحياة على مستوى المواطن الإفريقي.
من جهته، أبرز رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار اسليمي، أن هذا المنتدى فرصة لقراءة المبادرة الملكية الأطلسية ضمن حقول معرفية متعددة، و في إطار المتغيرات التي طرأت على دول الساحل، التي أصبحت تبني حدودها و تعزز اقتصادها، مما يبرز أن هذه المبادرة تروم خلق روح تنموية بهذه الدول.
و أشار ، في تصريح مماثل، إلى مختلف الإجراءات التي سبقت إطلاق هذه المبادرة، و منها تهييئ الميناء المتوسطي بالشمال، و القطب المالي الدار البيضاء، و النموذج التنموي، مما يؤكد أن هناك رؤية استراتيجية حقيقية لهذه المبادرة.
و عرف المنتدى، الذي تواصلت أشغاله بتنظيم لقاء بالكلية متعددة التخصصات بمدينة السمارة، يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، يتمحور حول “البعد الديني و الروحي و الثقافي و الإنساني”، و كذا لقاء آخر بمدينة بوجدور بعد يوم الأربعاء 30 أبريل 2025، حول موضوع “البعد الاقتصادي و التنموي”، مشاركة أكثر من 25 خبيرا و باحثا و أستاذا جامعيا من المغرب و دول الساحل، إضافة إلى مشاركين من موريتانيا و النيجر.
و تجدر الإشارة أن المشاركين عبروا عن شكرهم و امتنانهم لوالي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء و السادة العمال بالأقاليم الصحراوية المغربية على حسن الاستقبال..
كما تجدر الإشارة أن المنتدى الدولي الأول للتحليل الاستراتيجي لشؤون الأطلسي و الساحل هذا، قد عرف حضور و متابعة بعض الشخصيات البارزة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، و على رأسهم اليوتيوبر اليمني أسعد الشرعي، الذي بدأت أعماله تعرف إقبالا منقطع النظير و متابعات كبيرة و شاسعة بكل ربوع العالم العربي و الإسلامي بل و العالمي.. و يشهد للرجل بالمواقف الحقة و قول كلمة الفصل دون أي تحيز أو تملق..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى