وطنية
أخر الأخبار

الحكومة تتجه نحو “تأميم” الكتب المدرسية

تتجه وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة نحو تأميم الكتاب المدرسي و جعله جزء من اختصاصاتها، و ذلك من خلال الإشراف على إنتاجه و تأليفه بدلا من ترك هذه المهمة للناشرين.
و قد أدى تفويت الكتاب المدرسي لمجموعة من الناشرين إلى فوضى في سوق الكتب المدرسية، حيث كان المؤلفون يحاولون إرضاء التيارات السياسية و المجتمعية للحفاظ على تجارتهم، مما أدى إلى انحراف مضمون الكتب المدرسية أحيانا.

و أصبحت الكتب المدرسية أيضا تخضع للمعايير التجارية و منطق العرض و الطلب، إذ أن الناشرين يصدرون كل سنة مقررا، و يسمحون بالكتابة فيه من أجل عدم استعماله مرة أخرى، كما أن الدولة تضطر للتدخل في بعض الأحيان لحذف بعض المضامين.

و أكد الوزير الوصي أن وزارته تعتزم الاشتغال على نموذج تربوي و اقتصادي جديد للكتاب المدرسي، تنفيذا لتوصيات رأي مجلس المنافسة، الذي صدر أخيرا، و الذي أشار إلى مجموعة من الاختلالات التي يعرفها سوق الكتاب المدرسي.

و من أهم التوصيات التي أكد عليها المجلس، ضـرورة جعل إنتاج الكتب المدرسية الموجهة للسلكين الابتدائي و الثانوي مـن اختصاص الدولة، باعتباره عملا يؤسس للسيادة الوطنية.

و أبرز المجلس أنه يتعين على الدولة أن تستمر في الاحتفاظ باختصاص إعدادها و حقـوق المؤلف المرتبطة بهـا، و أن تسـتهدف بناء صرح يخدم وحدة الأمة و هويتها و قيمها.

و قال بنموسى في معرض جوابه عن سؤال كتابي لأحد النواب البرلمانيين، إنه بالموازاة مع ورش مراجعة المناهج الدراسية للتعليم الثانوي، سيتم اعتماد بدائل للنموذج الحالي، بعد استشارة كافة المتدخلين من ناشرين و كتبيين و موزعين و مؤلفين و أساتذة، ناهيك عن لجنة المناهج بالمجلس الأعلى للتربية و التكوين، و أخذا برأي اللجنة الدائمة لتجديد و ملاءمة المناهج و البرامج.

و انتقد مجلس المنافسة في الآونة الأخيرة، سوق الكتب المدرسية، إذ قال إنها تعاني عددا من الاختلالات الصارخة، التي من غير المقبول استمرارها، من قبيل أن النمـوذج الاقتصادي الذي يقوم عليه سوق الكتاب المدرسي حاليا يأتي بنتائج عكسية، و يرتكز على العرض و الطلب، المدعومين على نحو مصطنع من الأموال العمومية و شبه العمومية.

و أشار المجلس أيضا إلى أن إنتاج الكتاب المدرسي يتم بشكل مضخم للاستعمال السنوي الواحد، و دون حوامل رقمية مرفقة، بما يسبب في إهدار موارد بلادنا و الأسر المغربية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن 6 مجموعات للناشرين تستحوذ على 63 في المائة من السوق الوطنية للكتاب المدرسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى