Uncategorized
أخر الأخبار

عمر الإيبوركي، بكلية العلوم الإنسانية: الزعامات التقليدية في المجتمع المغربي، رؤى متقاطعة”.

اعداد الباحث عزيز الطويل

الأستاذ عمر الإيبوركي، أستاذ السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا بكلية العلوم الإنسانية. والاجتماعية ابن طفيل بالقنيطرة، أستاذ اجتمع فيه ما تفرق في غيره، رجل جمع بين العلم والمعرفة والتواضع والأخلاق الحميدة والعطاء ومساعدة طلبته، كان لي الشرف العظيم أن نهلت من علمه ومن معارفه في مادة سوسيولوجيا المجتمع المغربي فعلى يده تعلمنا أسس ومبادئ علم الاجتماع. متمنياتنا له بالمزيد من العطاء والتألق.
تقرير حول محاضرة أطرها الأستاذ الدكتور عمر الإيبوركي برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تحت عنوان ” الزعامات التقليدية في المجتمع المغربي، رؤى متقاطعة”.


المداخلة استهلها الأستاذ بالحديث عن تشكل أنثروبولوجيا المجتمع المغربي والتي لم تبرز دفعة واحدة وإنما مرت بمراحل قسمها إلى أربعة محاور أساسية، المرحلة الأولى تحدث فيها عن المرحلة ما قبل الكولونيالية هذه الحقبة كما صرح بذلك غلب عليها الطابع الاستكشافي، لأن المستعمر آنذاك كان بعيدا عن المغرب وكان المجتمع المغربي بالنسبة له مجتمعا غامضا، وبالتالي هذا النوع من الدراسات لا يتلاءم مع طبيعة المنهج الأنثروبولوجي الذي يقتضي بالضرورة الإقامة والمكوث بالميدان، طبعا هذا الأمر لم يكن متاحا بالمغرب قبل الحماية لأن الطابع العام الذي ميز المجتمع المغربي هو الاحتياط والحذر والانغلاق من خلال تمركز السلطة السياسية داخل المغرب في فاس ومكناس ومراكش وقد أشار الأستاذ المحاضر إلى أن كل الكتابات التي كتبت حول هذه الفترة أكدت على صعوبة ومخاطر التنقل والاتصال بالمغاربة، لهذا فإن المعرفة في هذه المرحلة غلب عليها طابع الاستكشاف وطبعا هذا الاستكشاف هو غير متاح بدون احترازات وبدون حماية من السلطة وقد استدل في سياقه على هذا التوجه بالكيفية التي تسلل بها “ميشو بلير” و”إدموند دوتي” إلى النسيج المجتمعي المغربي.
الحقبة الموالية هي الفترة الكولونيالية وهي كما قال الدكتور الإيبوركي بداية الكتابة عن طريق الاتصال بالمغاربة والعيش معهم، طبعا هؤلاء الباحثين يشتغلون في كنف الإدارة الاستعمارية وبالنهاية هم ضباط الشؤون الأهلية وفي سياق حديث الأستاذ عن هذه الحقبة استحضر كل من أعمال “روبير مونطاني” و”جاك بيرك”، فهؤلاء باعتبارهم ينتمون إلى المؤسسة العسكرية والأمنية أتيحت لهم جميع الامكانيات لجمع المعطيات حول المجتمع المغربي، لذلك تميزت المرحلة بوفرة في الإنتاج الأنثروبولوجي والسوسيولوجي بفعل الاحتضان المؤسسي للمعرفة في هذه الحقبة بالذات. كما أثار الأستاذ عمر الإيبوركي نقطة مهمة تمحورت حول انتاجات المرحلة التي أثارت العديد من التساؤلات والنقاشات القوية وقد ذهب المحاضر إلى القول بأن المعرفة الأنثروبولوجية الكولونيالية كانت اسئلتها خاطئة لكن نتائجها صحيحة، هذا القول فيه تأكيد على قيام هذا العلم على خلفيات ايديولوجية لكن أسسه علمية ومعرفية.
حقبة ثالثة تحدث عنها الأستاذ عمر الإيبوركي، هي حقبة ما بعد الكولونيالية وهي الفترة التي تبلورت فيها أنثروبولوجيا حول المجتمع المغربي بشكل فعلي على يد الأنثروبولوجين الأنجلوسكسونيين، وهؤلاء أشار المحاضر اعتمدوا مسافة بينهم وبين المؤسسة الاستعمارية، إذ قدموا إلى المغرب في إطار أبحاث علمية وبحثية أكاديمية واستدل على هذه الفئة ب “دل اكلمان” وكتابه حول الإسلام المغربي، “ارنست كلنير” و صلحاء الاطلس، “كليفورد غيرتز” من خلال عمله الإسلام مقارنا هؤلاء وآخرون انتجوا دراسات تندرج ضمن الأنثروبولوجيا التي تنطلق من الميدان ومن الإقامة المطولة، لكن السؤال الذي لم أتمكن من طرحه على استاذي أثناء المحاضرة هل منطلقات وأسئلة الأنثروبولوجيين الأنجلوسكسونيين صحيحة وهل النتائج التي توصلوا إليها أيضا صحيحة ؟
وتجدر الإشارة إلى أن جانبا مهما من محاضرته خصصه الأستاذ المحاضر في محاضرته يتعلق بالخوف والحذر من الأنثروبولوجيا لدى المغاربة خصوصا أولئك الذين اعتمدوا موقفا سلبيا اتجاهها، على اعتبار أن الأخيرة تبحث في الاختلاف وتبحث في الحياة القانونية للمغاربة، الأعراف، الإسلام، الممارسة المخزنية، وتبحث أيضا في القبيلة، في القرابة …فهي كما عبر الأستاذ دائمة التنقيب عن الاختلاف والبحث في الآخر، من خلال التركيز على تغذية التفرقة بين العرب والأمازيغ، بين القبائل والمدن فعيب هذه اللأنثربولوجيا كما صرح الاستاذ أنها قائمة على الثنائيات والتي كانت الإدارة الاستعمارية تبحث فيه عما يفرق المغاربة في إطار تفعيل مقولة “فرق تسد”.
شق أخير استفاض فيه الأستاذ هو المتعلق بالظاهرة القائدية التي اعتبرها “بول باسكون” نمط أساسي أتث المشهد المغربي، واعتبرت مصدر من مصادر التشريع في الحياة القانونية المغربية، فإلى جانب العرف والشرع كانت هناك ممارسة مخزنية يتكلف القائد بتنفيدها بتكليف من السلطان، وتتمثل في جمع الضرائب، وإخضاع القبائل السائبة إلى غير ذلك من الممارسات المخزنية، واستحضر الأستاذ نماذج من هذه الظاهرة القائدية وخصوصا القائد “الكلاوي” و”الكندافي” بحوز مراكش، طبعا هذا الوضع يؤكد كما تفضل الأستاذ أن المجتمع المغربي بالرغم من كونه مجتمع تقليدي فهو مجتمع دينامي عرف التغير، طبعا هذا التغير كما قال الأستاذ يختلف تماما عن المجتمعات الغربية، وهو طرح يفند الادعاء القائل بأنها مجتمعات جامدة وراكدة ومجتمعات بلا سلطة وهنا قصد الأستاذ تنظيرات الأنثروبولوجيين الذين كانوا ينظرون نظرة شمولية للمجتمع مثل الماركسية والبنيوية وكأن الإنسانية شيء واحد، الأنثروبولوجيا اليوم تجاوزت هذه النظرة الشمولية وأصبحت تنظر لمواقع الأفراد ولأوضاعهم داخل المجتمع وللقيم والسلوكات.
لذلك أكد الدكتور عمر الإيبوركي أن المجتمع المغربي عرف السلطة والسياسة، لكن ليس كتلك القائمة على التعاقد في المجتمع الغربي، بل أن السلطة موجودة وحاضرة وبقوة في مجتمعاتنا، لكن على الأنثروبولوجي تتبعها ومعرفة أين توجد هذه السلطة، وهذا ما دفع الأستاذ إلى استحضار المقاربة التجزيئية أو الانقسامية ودور هذه الأخيرة في الحفاظ على التماسك المجتمعي من خلال آلية الانشطار والانصهار.الحقبة الرابعة التي تطرق لها الاستاذ هي تشكل انثربولوجيا أبناء البلد يضيف الاستاذ في هذه المرحلة نحن ،أمام تحول جوهري في حقل الانثربولوجيا ،إذ أصبح الانثربولوجي يدرس قبيلته ومجاله الخاص القريب منه ،وقد سميت بالممارسة الانثربولوجية في عقر الدار ، طبعا تبلور هذه الانثربولوجيا جاءت متأخرة وتحديدا مع بداية التمنينيات من القرن الماضي ،فتكوين هذا الجيل كانت في بدايته في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة هذا الاحتضان المؤسسي خصوصا مع بول باسكون الذي كان له دور بارز في تكوين الانثربولوجيين المغاربة بالرغم من كونه لم يكن انثربولوجيا بل كان سوسيولوجيا لكن يرجع له الفضل في إطلاق الشرارة الأولى للعمل الميداني من خلال تدشينه لورشات ميدانية للبحث ، والتكوين الميداني طبعا الاستاذ سي عمر السوسيولوجي والانثربولوجي المغربي المتميز تتلمذ على يد بول باسكون وبايعاز منه أنجز اطروحته حول الظاهرة القائدية بالمغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى