اجتماعية
أخر الأخبار

في شأن النادل بالمغرب: رسالة مفتوحة إلى السيد وزير التشغيل بالحكومة المغربية

عمال المقاهي بالمغرب عبودية وحرمان من أبسط حقوق الشغل بالخميسات بشكل خاص و المغرب بشكل عام

بقلم: حسن أوتغولت :
سلام تام بوجود مولنا الإمام المنصور بالله.

الموضوع حول: عمال المقاهي بالمغرب عبودية وحرمان من أبسط حقوق الشغل بالخميسات بشكل خاص و المغرب بشكل عام.

المقدمة:

الحديث هنا عن شريحة تعتبر الحلقة الأضعف في قطاع المطاعم و المقاهي، و الفئة الأكثر تهميشا بين جميع الفئات النشيطة على المستوى الوطني، هي عمال المقاهي و المطاعم الذين يضطرون للعمل ساعات طوال قد تصل إلى 11 ساعة، و لا يزالون محرومين من أبسط الحقوق التي يكفلها قانون الشغل بالمغرب.

المعطيات:

إن العامل بالمقاهي أو النادل، أصبح “آلة” يقوم بمهام متعددة من تلبية طلبات الزبناء، و كنس المقهى، و جمع الكراسي و غسل الأواني، بأجر يتراوح ما بين 800 و 1000 درهم شهريا، و بدون ضمان اجتماعي و لا أي حق من حقوق الشغل.
كما أن النادل يتقاضى عن كل 11 ساعة عمل 30 درهما، و هناك من عمال المقاهي من يشتغل لسنوات طوال، دون أن يستفيد من الضمان الاجتماعي و يكون مصيره الطرد إذا ما تجرأ و طالب مشغله بحقوقه. و بعد أن كان العمل بالمقاهي مقتصرا فقط على الذكور، دفع الفقر بالإناث أيضا لدخول غمار هذه المهنة، و هو الأمر الذي أتاح لأرباب المقاهي خفض الأجور و مزيدا من الاستغلال مخالفين بذلك كل الضوابط القانونية في غياب مراقبة مفتش الشغل، إذ أن قبول النساء للعمل في المقاهي دفعهن للقيام بجميع الأعمال أكثر مما يقوم به الذكور أحيانا، و ما يصاحب ذلك من تحرش يومي و سوء المعاملة،


ناهيك عن المعاملة اللاإنسانية لأصحاب المقاهي، حيث يطالبونهن بالعمل لأزيد من 12 ساعة دون توقف، إضافة إلى سوء معاملة الزبناء لهم لأسباب تافهة….
و أن الحديث مع رب المقهى حول الحقوق أمر صعب و يعد من سابع المستحيلات، و قد يكلف النادل طرده من العمل، و بالتالي يضطر العديد من العمال إلى التزام الصمت حفاظا على تلك الأجرة الهزيلة، و على تلك الدريهمات التي يمنحها بعض الزبناء لهم لقاء خدمتهم، و لو على حساب كرامتهم بل وجلعهم مثل العبيد في أيام الجاهلية إن لم تكن أكثر…
… إن تلك الدريهمات القليلة المسماة “الحلوان” يقبلها عمال المقاهي لأن أجورهم ضعيفة و لا تلبي حاجاتهم اليومية، و ذلك طبعا يسيء للعمال لأنه يضعهم دوما تحت رحمة سوء معاملة الزبون و رب المقهى….
إن مدونة الشغل المغربية تنص على أن “لأرباب العمل الحق في مراقبة ما يتحصل عليه النوادل من مبالغ كـ”حلوان” و اعتباره كجزء من الأجر المفترض في النوادل كما تشير إلى ذلك الفصول 376و377و378و379″….
إذ أن “قانون الشغل لا يطبق لحد الساعة في المقاهي، فلا ضمان اجتماعي، و لا تأمين من حوادث الشغل، و لا حد أدنى للأجور و لا حماية من الطرد. الاستغلال مفرط، و إن اشتكى أحد العمال أو طالب بحقوقه “المذكورة ” في القانون يطرد كـ”شربة ماء” لأن طوابير المعطلين تنتظر..

الخاتمة
نتمنى من الجهات الحكومية أن تشرع قوانين تضع حدا لهذا التسيب، و الذي يمس بكرامة فئة معينة من المجتمع المغربي .. هذا التسيب يضرب في عمق الثوابت الإنسانية للشخص عن طريق هضم حقوقه المشروع التي يخولها له قانون الشغل و يحفظها له الدستور المغربي بطرق لا زالت تحتاج إلى ترميم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى