ودادية آيت اعمر للسكن ببوالماس ترى النور بعد مسار شاق و تنتظر توقيع عقد البيع المباشر مع أملاك الدولة
في خطوة تعكس التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تمكين المواطنين من السكن الكريم، و تجسيدًا لمبدأ العدالة الاجتماعية و حق الولوج إلى السكن، خرجت إلى حيز الوجود ودادية آيت اعمر للسكن بجماعة بوالماس، التابعة لإقليم الخميسات، بعد مسار إداري و قانوني طويل اتسم بالإصرار و المثابرة.
الودادية تمكنت من استكمال كافة المساطر الإدارية و القانونية، حيث تم إحالة ملفها على المركز الجهوي للاستثمار لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، و إدارة أملاك الدولة التابعة لنفس الجهة، كما نالت موافقة عامل صاحب الجلالة على إقليم الخميسات، الذي وجه مراسلة رسمية إلى السيد وزير الاقتصاد و المالية، تحت إشراف وزارة الداخلية، من أجل عقد بيع مباشر بين الودادية و إدارة أملاك الدولة.
و في هذا السياق، لا بد من التنويه بالدور المحوري الذي لعبه مكتب ودادية آيت اعمر، الذي أبان عن كفاءة عالية، و روح تطوعية صادقة، و إخلاص كبير في تتبع الملف منذ انطلاقته، مرورًا بجميع المحطات الإدارية و التقنية، وصولًا إلى هذه المرحلة الحاسمة. فقد كان المكتب سندًا قويًا للمنخرطين، مدافعًا عن حقوقهم و مطالبهم المشروعة، من خلال الانفتاح على مختلف المؤسسات، و الترافع الجاد و المسؤول لدى الجهات المعنية.
و لا يمكن في هذا المقام إلا أن ننوّه بالدور الفعّال الذي لعبه السيد محمد أشرورو، رئيس جماعة أولماس، الذي قدم دعمًا مباشرًا و حاسمًا لهذا المشروع، و ساهم بقوة في الدفع بعجلته إلى الأمام. و قد تُوِّج هذا الانخراط بتعديل تصميم التهيئة، ما مكن الودادية من التوسع و استيعاب المزيد من الأسر، الأمر الذي يعكس حسًا عاليًا بالمسؤولية و وعيًا عميقًا بضرورة تسهيل الولوج إلى السكن اللائق كشرط أساسي لتحقيق التنمية و العدالة الاجتماعية .
و لعبت ودادية آيت اعمر كذلك دورًا رياديًا في تشجيع المواطنين على امتلاك السكن، من خلال طرح بدائل ميسّرة لفائدة ذوي الدخل المحدود، و اعتماد مقاربة تشاركية تستند إلى الثقة و الشفافية، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في العمل التعاوني السكني. و ساهمت في ترسيخ ثقافة الادخار و التخطيط الأسري، و قدّمت فرصة حقيقية للعيش الكريم لعدد كبير من الأسر.
المشروع لا يكتسي طابعًا اجتماعيًا فقط، بل يُعتبر أيضًا رافعة للتنمية المحلية، من خلال إحداث فرص شغل مباشرة و غير مباشرة، و تنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة، بالإضافة إلى تمكين الفئات الهشة و ذوي الدخل المحدود من امتلاك قطع أرضية، في إطار مقاربة تضامنية متكاملة.
و في انتظار المصادقة النهائية على عقد البيع المباشر، يحذو منخرطي الودادية أمل كبير في أن تلقى هذه المبادرة تجاوبًا فعليًا من الجهات المركزية، تأكيدًا للروح المتجددة التي تنص عليها التوجيهات الملكية، و الرامية إلى تسريع و تبسيط المساطر لفائدة المشاريع ذات الأبعاد الاجتماعية و التنموية.
إن ولادة ودادية آيت اعمر للسكن ليست فقط ثمرة نضال جماعي و تنسيق مؤسساتي ناجح، بل تمثل بشارة أمل حقيقية لسكان بوالماس في تحقيق أحد أسمى أحلامهم: امتلاك سكن كريم، يضمن لهم الاستقرار و العيش بكرامة في وطن يحتضن طموحاتهم.