حوادث
أخر الأخبار

أسبوع الحزن بالخميسات: قامتان التحقتا بالرفيق الأعلى، لحسن البروكسي و الحسين بالحسين

انتقل إلى رحمة الله صباح اليوم السبت 18 يناير، الدكتور لحسن بروكسي على عمر ناهز 88 بمنزله في الرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض. 

وبرحيله، فقد المغرب أحد أبرز رجال الدولة الذين بصموا تاريخ الإدارة الوطنية و الجهوية بكفاءة و إخلاص.

الدكتور لحسن بروكسي من ايت علا بجماعة تيداس إقليم الخميسات، و هو من الرعيل الأول للمغاربة الذين تخصصوا في إعداد التراب الوطني، و هو دكتور الدولة في القانون العام و العلوم السياسية. كرّس حياته المهنية في خدمة الادارة المغربية، حيث اضطلع بمسؤوليات جسيمة في وزارة الداخلية، لا سيما في عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه.
 و كان من رواد الملفات الكبرى المتعلقة بالجهوية في بداياتها، و أحد أبرز المتخصصين في إعداد التراب الوطني.
لم يكن الدكتور لحسن مجرد إداري متمكن فحسب، بل كان مفكرًا و باحثًا متميزًا، ألّف العديد من الكتب و المراجع التي تعتبر من بين الأهم في مجال تخصصه، و من أبرزها كتابه “حياتي، الحسن الثاني، إدريس البصري و أنا”، الذي سلط فيه الضوء على جوانب من تاريخ المغرب السياسي و الإداري.
رحيل الدكتور بروكسي يشكل خسارة كبيرة للمغرب، فلقد كان الرجل نموذجًا للمسؤول الرزين، و المثقف الموسوعي، و الإنسان الخلوق الذي حمل قضايا الوطن فوق عاتقه بكل تفانٍ.

و رحل في نفس اليوم الأستاذ بالحسين الحسين، صاحب التاريخ التربوي الكبير و العريض، و تكفي الإشارة أنه تقلد منصب المدير الجهوي تابعا لوزارة التربية الوطنية ..
و بجرد ذكر إسم الرجل تتبادر إلى الذهن أفراد عائلته، أصهاره من عائلة بنعتابو الضاربة في تاريخ زمور العريق .. و ابوه هو مدير موسى ابن نصير سابقا ترك بصمات تاريخية في المثل التربوية العليا، و أخوه المرحوم نورالدين بلحسين لاعب الاتحاد الزموري سابقا و الذي لم تلد أرحام الزموريات مثله، عائلة المرحوم بالحسين مثقفة بامتياز و ناجحة و متألقة، و لعل خير مثال ابنهم البار الناجح مهندس المعلوميات بالديار الألمانية …و الأهم من هذا و ذاك كان بالحسين زموريا قحا حتى النخاع مثل كل أفراد عائلته و أصهاره، لايرض الذل و الخنوع و الانصياع، مدافعا عن مصالح الزموريين في كل حين و في كل الظروف …
و ذكرني فراق هاتين القامتين الزموريتين بروكسي و بلحسين، ما قاله شاعر من العصر العباسي و يدعى ابن المعتز في قصيدة يرثي فيها شخصية بارزة و ذات أهمية كبرى في مجتمعه تدعى أبو القاسم، إذ شبه نعشه و قد حمل إلى مثواه الأخير كالجبل المتحرك:

قَدِ اِستَوى الناسُ وَماتَ الكَمال. … وَنادَى صرف الدهر أَينَ الرِجال

هَذا أَبو القاسِمِ في نَعشِهِ. …. قوموا اِنظُروا كَيفَ تَسيرُ الجِبال

و بهاتين المناسبتين الأليمتين، نتقدم بصفتنا كفرد من ساكنة الخميسات و ننتمي إلى هذا القطب الأمازيغي المغربي لكل افتحار ، بأن نتقدم بأحر التعازي القلبية و أصدق المواساة إلى عائلة الفقيد و زملائه و كل محبيه و معارفه. 
نسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يلهم أهلهما و ذويهما جميل الصبر و السلوان..
إنا لله و إنا إليه راجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى