في الوقت الذي أصبح فيه المواطن ذو الدخل القار يئن تحت وطأة سهام الغلاء التي تمطر عليه من كل حدب و صوب، حتى أصبح حديث وسائل الإعلام لا يخلو كل يوم من أصوات ترفع هنا و هناك من شدة ضيق العيش و حر الغلاء.. و في الوقت الذي أمسكت السماء عن هباتها المطرية، تبقى فئات من الشعب معلقة المصير، لا هي ذات دخل قار، تعتمد عليه في تدبير حياتها اليومية، من تطبيب و دراسة و خبز، و لا هي ” شومور” تبحث لنفسها عن مصدر رزق تسد به حاجاتها و لو بشكل بسيط..
في هذا الوقت بالذات، تتعالى قهرا أصوات أعوان الخدمة بالمؤسسات التعليمية من منظفات و طباخات، بسب تأخر الرواتب الشهرية من جهة، و ضعفها و عدم الرفع من قيمتها كما هو الشأن لدى العديد من القطاعات الحكومية و الغير حكومية، تماشيا مع صيرورة الحياة و غلاء المعيشة.. و أيضا، تستغرب عاملات النظافة لإقدام الشركة الحالية على تخفيض أيام الضمان الإجتماعي إلى 12 يوما عوض 18 التي أقرتها الشركة السابقة، لأن هذا التخفيض يحرم الطبقة الشغيلة هذه من حقيها في التغطية الصحية و التعويضات العائلية.. و أخيرا و ليس آخرا، نتساءل حول حرمان هذه الطبقات من الراتب الشهري لشهر غشت، علما أن كل المؤسسات تؤدي واجب هذا الشهر رغم أنه عطلة ..
و عليه، نتساءل، ألا يكفي هذه الشريحة من المجتمع التي تؤدي عملا يوميا و شاقا و مضنيا، ما هي عليه من عناء و تعب و بؤس، حتى نضيف لها ركاما من الحزن يتجلى في ضعف الراتب و انعدام حقوق أصبحت متجاوزة حتى في بعض البلدان الإفريقية الفقيرة… يا سادة إن بلدنا كريم و ربنا ينعم عليه بالخيرات من السماوات و الأرض، فلا مبرر أن تبقى هذه الفئات في هذا البؤس و الحرمان الٌصاء و النسيان… و إذا كانت هذه الفئات تلوح بالوقفات الاحتجاجية، فلأن ” السكين و صلات العظم ” و كفى استهتارا بها، و فيها اليتيمة و المطلقة و الموؤودة حرمانا و جوعا..
