القوات المسلحة الملكية تعزز القدرات في التقنيات الحديثة للطائرات المسيرة
في إطار أنشطة خطة العمل الدفاعية لعام 2024 في سياق “مبادرة 5+5 دفاع”، شاركت القوات المسلحة الملكية في النسخة السادسة من الندوة الدولية “ISR-RPAS”، التي احتضنها مركز التميز للطائرات الموجهة عن بُعد في مطار “أمندولا” العسكري في إيطاليا، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الإيطالية.
و وفق المصدر ذاته، فإن الندوة، التي تناولت موضوع الاستخبارات و المراقبة و الاستطلاع و أنظمة الطائرات المسيرة عن بعد، عرفت مشاركة ممثلين عن جيوش كل من المغرب و إيطاليا و إسبانيا و مالطا، إضافة إلى كل من ليبيا و موريتانيا و تونس. و تلقت وفود الدول المشاركة عرضا مفصلا من قبل العقيد جوزيبي أوربانو، مدير المركز سالف الذكر، حول اختصاصات و مهام هذا الأخير.
و كجزء من الأنشطة المخطط لها بهذه المناسبة، تمكن الضباط الأجانب المشاركون من الحصول على معلومات و معارف و تحديثات مهمة فيما يتعلق بإدارة المجال الجوي و هندسة تقييم الأداء (المعالجة و الاستغلال و النشر)، إذ شكلت هذه الندوة فرصة لتبادل المعارف و الخبرات حول الخدمات ذات العلاقة بمهام الاستخبارات و المراقبة و الاستطلاع التي تنجزها الطائرات بدون طيار، بهدف مواصلة تعزيز و زيادة التفاهم المتبادل و التعاون و قابلية التشغيل البيني علاقة بهذا المجال.
و حول أهمية مشاركة القوات المسلحة الملكية في مثل هذه التظاهرات متعددة الجنسيات، قال هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية و الأمنية، إن “أهمية هذه المشاركة تكمن خاصة في الرغبة المستمرة للقوات المسلحة الملكية في تنقيح مفاهيمها و تطوير رؤيتها حول تقنيات حديثة مرتبطة بالطائرات المسيرة وvالتي أصبحت لها مساحة إستراتيجية مهمة في التركيبة التقنية و التكتيكية للعمليات العسكرية الراهنة”.
و أضاف معتضد أن “التوجه المغربي الحديث يتجه إلى الاعتماد بشكل ممنهج على الطائرات المسيرة، خاصة في تدبير العمليات النوعية، و السعي إلى المشاركة في هذا النوع من التجمعات التي تهتم بتبادل الخبرات حول الطائرات الموجهة عن بُعد، الهدف منه تأهيل الكفاءات المغربية و الوقوف على أحدث التقنيات وvالمقاربات في هذا المجال، و التي قد تفيد المدرسة العسكرية المغربية في تحيين أسلوبها الحربي في تدبير الطائرات المسيرة”.
و سجل المصرح أن “تبني المغرب لسياسة تنويع الشركاء و الانفتاح الإستراتيجي على مختلف المدارس العسكرية يمكن الموارد البشرية و الكفاءات المهنية للقوات المسلحة الملكية من الاستفادة النظرية و العملية و العلمية من الثقافات العسكرية الأخرى و الممارسات الحربية التي قد تقدم إضافات من نوع خاص للثقافة الدفاعية للمغربخاصة في خضم توجه الدولة لإرساء المنصات الأولية لصناعتها العسكرية”.
وأوضح الباحث ذاته أن “الرباط تراهن بشكل كبير على التجارب الصناعية للعديد من الدول، على غرار إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، من أجل بناء تجربتها المحلية في ميدان الصناعات الحربية، والمشاركات المتكررة للوفود العسكرية المغربية في مختلف الملتقيات الحربية والدفاعية، الهدف منه الاطلاع الإستراتيجي على مختلف التجارب القادرة على تعزيز خريطة الطريق المغربية في تطوير جيشه وبناء صناعته العسكرية”.
وشدد على أن “إيطاليا تشارك في العديد من البرامج الدولية لتطوير وتصنيع المعدات العسكرية؛ وبالتالي فالمغرب قادر على الاستفادة المباشرة من روما التي تعد صناعتها العسكرية من الصناعات المتطورة والمتنوعة في أوروبا، حيث إن صادرتها تشمل الطائرات والمروحيات والأسلحة الصغيرة والنظم الدفاعية المتقدمة”.
وتابع بأن “إيطاليا تولي أهمية كبيرة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا العسكرية وتعتبر الصناعة العسكرية جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الإيطالي، إذ تشمل الصناعات الدفاعية الإيطالية مجموعة من المنتجات؛ كمقاتلات “يوروفايتر تايفون” التي يتم تطويرها بالتعاون مع دول أوروبية أخرى، إضافة إلى المروحيات العسكرية مثل “أغوستا ويستلاند” وغيرها، وبالتالي فإن هذا التنوع الإنتاجي في الصناعة العسكرية الإيطالية قد يلهم التوجه المغربي في بناء أولى مناطقه الصناعية في المجال العسكري”.
المصدر:هيسبريس