يتحدّى الشعب المغربي أجواء الحزن و الذكرى، ليحتفل بالذكرى الخامسة و العشرين لرحيل المغفور له الحسن الثاني، مؤسس نهضة المملكة المغربية الحديثة. هذه المناسبة تجسد عمق التقدير و الإجلال الذي يحمله المغاربة تجاه ملكهم الراحل، الذي كان له أثر كبير على تطور المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين. إنه زعيم استثنائي، ساهم بصفة كبيرة في تغيير ملامح المغرب الاقتصادية و السياسية والاجتماعية.
هذه الذكرى تأتي قبل الاحتفال بالذكرى الثامنة و الأربعين لانتصار المغرب في المسيرة الخضراء، و هي فرصة للاحتفاء بتحقيقات هامة في تاريخ المملكة. تسلّط هذه الذكرى الضوء على الجهود الحثيثة التي بذلها المغرب للوحدة الترابية و المحافظة على هويته و تاريخه.
يوم التاسع من ربيع الثاني 1420 هـ كان يومًا حزينًا لكل المغاربة، إذ ودعوا قائدًا عظيمًا عاشوا تحت رايته لمدة 38 عامًا. خلال هذه الفترة، بنى الملك الحسن الثاني المملكة و عزز دورها على الساحة الدولية. أثبت نفسه كقائد حكيم، و ساهم في حل العديد من الأزمات الدولية.
لم يكن الحسن الثاني فقط قائدًا سياسيًا بارعًا، بل كان أيضًا شخصية دينية و قائدًا روحيًا. كان أميرًا للمؤمنين و قام بتعزيز قيم الدين الإسلامي و دعم بناء المساجد حول العالم.
على الصعيدين الوطني و الدولي، كان الملك الحسن الثاني له أثر كبير. حقق وحدة المملكة بنجاح، و دعم الحريات العامة و حقوق الإنسان، و شجع على الإبداع في العديد من المجالات.
كان أيضًا داعمًا قويًا للحوار كوسيلة لحل النزاعات و تحقيق السلم والأمان، و قاد جهودًا دؤوبة لدعم القضية الفلسطينية و الترويج للسلام في الشرق الأوسط.
في أفريقيا، ساهم في توحيد القارة و تحريرها من الاستعمار، و شارك في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت في عام 2002 إلى الاتحاد الإفريقي.
الذكرى الخامسة و العشرون لرحيل الملك الحسن الثاني تجسد مكانته الخاصة في قلوب المغاربة، و تذكر الجميع بإرثه العظيم و مساهماته الخالدة. إن تأثيره العميق لا يزال حاضرًا في المغرب و العالم.
المغاربة يحتفلون بذكرى الحسن الثاني و يتابعون تطور المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، و هم على استعداد دائم للمضي في طريق العصرنة و التحديث بالتزامن مع المحافظة على الهوية و التقاليد.
ذكرى رحيل الحسن الثاني تبقى مصدر إلهام للمغاربة لمواصلة تطوير بلادهم والمساهمة في سلام واستقرار المنطقة والعالم