مال و أعمال
أخر الأخبار

رقمنة التجارة الخارجية: “بورتنيت” تحط الرحال بالرباط لتسريع وتيرة تنافسية المقاولات المغربية

الرباط – 30 سبتمبر 2025. تحت شعار “رقمنة التجارة الخارجية، رافعة لتنمية الاستثمار وريادة الأعمال”، انعقدت يوم الثلاثاء، فاتح أكتوبر الجاري بالرباط، المرحلة الثالثة من القافلة الجهوية لـ “بورتنيت”. وقد نظم هذا الحدث بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، والمركز الجهوي للاستثمار، والمندوبية الإقليمية للتجارة والصناعة بالرباط، حيث جمع عددا من الفاعلين الاقتصاديين والخبراء وصناع القرار حول هدف مشترك: وضع الرقمنة في صلب تنافسية التجارة الخارجية المغربية.

موعد عند تقاطع الابتكار والاستراتيجية الاقتصادية
في وقت تعيد فيه سلاسل القيمة العالمية تشكيل نفسها وتسارع وتيرة التبادلات التجارية، لم تعد الرقمنة خيارا، بل أصبحت شرطا أساسيا للبقاء الاقتصادي. هذا ما أكده مختلف المتدخلين خلال هذا اللقاء، الذي رفع شعارا واضحا: تبسيط المساطر، تسهيل التبادلات، وتعزيز جاذبية المقاولات المغربية على الصعيد الدولي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، أن هذه القافلة تهدف إلى مواكبة مهنيي قطاع التجارة الخارجية في انتقالهم الرقمي. معتبرا أن الرقمنة أصبحت اليوم أداة لا غنى عنها لتبسيط وتأمين المساطر.”

“بورتنيت”: محرك التحول الرقمي
تتوسط منصة “بورتنيت”، باعتبارها الشباك الوحيد لتبسيط مساطر التجارة الخارجية، هذه الدينامية الوطنية. فهي تمثل العمود الفقري لرقمنة المبادلات التجارية، من خلال إعادة تشكيل الممارسات، تقليص الآجال، وتعزيز الشفافية.
وفي هذا السياق، أوضح يوسف أحوزي، المدير العام لـ “بورتنيت”: “مهمتنا واضحة، وهي تقوية القدرات التنافسية للمقاولات المغربية وخلق منظومة رقمية مبتكرة، شاملة ومستدامة. والحوار المباشر مع المهنيين أساسي لفهم احتياجاتهم وتحديد تحدياتهم، وبناء حلول مشتركة تستجيب لمتطلبات الأسواق العالمية”.

إدارة الجمارك تنخرط في التحول الرقمي
من جهتها، انتهزت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة فرصة هذا اللقاء لتسليط الضوء على تقدمها في مجال الرقمنة. وذكر بشير فاضل، المدير الجهوي للجمارك بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، بأن التحول الرقمي يعد من بين أولويات الإدارة لتحسين جودة الخدمات وتقريب المؤسسة من المتعاملي الاقتصاديين.
وقد قدم منصتي “بدر” (BADR) و”ديوانتي” (DIWANATI)، اللتين توفران للمقاولات المغربية والأجنبية مجموعة من الخدمات الألكترونية والمعلومات المحدثة.

المركز الجهوي للاستثمار يراهن على مواكبة المقاولات الصغرى والصغرى جدا والمتوسطة
بدوره، ركز محسن بنجلون، مدير المركز الجهوي للاستثمار (جهة الرباط-سلا-القنيطرة)، على أهمية المواكبة الشاملة، خاصة بالنسبة للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة. كما سلط الضوء على دور “دار المستثمر”، كفضاء متكامل يقدم التوجيه والمساعدة والمواكبة الشخصية طيلة الرحلة المقاولاتية.

شراكات متينة وحلول عملية
وكان من أبرز لحظات اللقاء حفل توقيع اتفاقية شراكة بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة و”بورتنيت”، تعبيرا عن التزام مشترك لتعزيز التنسيق بين القطاعين العام والخاص. كما اطلع المشاركون على الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها جهة الرباط-سلا-القنيطرة من خلال عرض وثائقي، قبل أن يشاركوا في ورشة تطبيقية مخصصة للحلول الرقمية وجلسة تفاعلية للنقاش وتبادل الآراء حول التحديات والفرص التي تتيحها الرقمنة.
وقدمت الجمعية المغربية للمصدرين (ASMEX)، خلال أشغال الندوة، عرضا حول المؤهلات التصديرية الغنية والمتنوعة للجهة، والذي يتميز بديناميته الصناعية ذات القيمة المضافة العالية. وأبرزت الجمعية الحلول المتاحة لدعم المصدرين قصد تعزيز حضورهم الدولي، مع الإشارة إلى الإكراهات المستمرة المرتبطة باللوجستيك والتمويل والمساطر. وأعادت التأكيد على التزامها بالعمل إلى جانب شركائها لرفع هذه التحديات وفتح آفاق أوسع للأسواق العالمية أمام الفاعلين المغاربة.

الرباط-سلا-القنيطرة: قطب اقتصادي استراتيجي
بفضل نسيج صناعي متنوع، وكفاءات شبابية مؤهلة، وبنيات تحتية حديثة، تواصل جهة الرباط–سلا–القنيطرة ترسيخ مكانتها كقطب استراتيجي في المشهد الاقتصادي المغربي الجديد. فباعتبارها ثاني جهة مساهمة في الناتج الداخلي الخام الوطني وثالث قطب صناعي في المملكة، تتوفر على أكثر من 1000 هكتار من المناطق الصناعية، بما في ذلك أربع مناطق تسريع صناعي، مما يجعها محركا أساسيا للاستثمار والابتكار.

رؤية واضحة لمغرب أكثر تنافسية
لم يكن هذا اللقاء مجرد حدث عابر، بل تجسيدا لطموح وطني يروم جعل الرقمنة رافعة محورية للتنمية الاقتصادية المغربية. كما أكد على أن الرقمنة ليست مجرد أداة تقنية، بل تحول عميق في المنظومة التجارية، يعزز التنافسية، يجذب الاستثمارات، ويقرب المقاولات المغربية من المعايير الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى