قدمت سميرة سيطايل، اليوم الخميس 29 فبراير 2024، خلال حفل بقصر الإيليزي بفرنسا، أوراق اعتمادها لرئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، كسفيرة مفوضة فوق العادة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لدى الجمهورية الفرنسية.
و كان العاهل المغربي، قد عين سيطايل، يوم 30 نونبر 2023 المنصرم، سفيرة للمغرب بباريس، بعدما ظل هذا المنصب شاغرا لأشهر في سياق جفاء دبلوماسي بين الدولتين.
و كان المغرب أنهى في 19 يناير من السنة الماضية مهام سفيره السابق في باريس محمد بنشعبون، حيث ظل هذا المنصب شاغرا منذ ذلك الحين، في سياق جفاء دبلوماسي بين البلدين.
و عبر كل من المغرب و فرنسا عزمهما طي صفحة الخلاف التي دامت لأشهر طويلة بين البلدين، و ذلك خلال اللقاء الثنائي الذي جميع وزيري خارجية الدولتين، بداية الأسبوع الجاري بالرباط.
و تعتبر سيطايل خريجة جامعة باريس ديديرو (باريس7) تخصص اللغة و الحضارة الأمريكية، و المدرسة العليا للإخراج السمعي البصري.
و شغلت سيطايل، الحاصلة على ماستر في مهن التواصل و آخر في “تواصل المقاولات و المؤسسات و المخاطر” من سيلسا سوربون، منصب مديرة الأخبار بين 2001 و 2008، ثم المديرة العامة المساعدة المكلفة بالأخبار بالقناة التلفزية الثانية بين سنوات 2008 و2020.
و ساهمت خلال مسارها المهني بمجموعة “دوزيم” في تطوير الاستراتيجية التحريرية لهذه القناة و إذاعة دوزيم و الموقع الالكتروني 2M.ma.
كما شغلت سيطايل منصب رئيسة قطب التواصل و الصحافة في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) الذي انعقد في نونبر 2016 بمراكش، كما تعتبر عضوة نشيطة في عدد من الجمعيات التي تعمل في المجال الاجتماعي و الإعلامي.
و كشف وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، عن مقترح باريس بشأن إقامة شراكة لــ 30 سنة المقبلة مع المغرب، مشددا على أن المملكة المغربية تطورت كثيرا تنمويا وعلى جميع الأصعدة في عهد الملك محمد السادس.
و قال سيجورنييه، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة: “هدفنا هو بناء شراكة تمتد على مدى الـ 30 سنة المقبلة، كما أن المغرب تطور كثيرا في ظل حكم العاهل المغربي، و يجب أن نرى التحديات المقبلة بكثير من التبصر، حتى نجاري العالم الذي يتحول بسرعة.. مبرزا أن “باريس تنتظر زيارة بوريطة، و هي سعيدة بفتح صفحة جديدة من التعاون”.
و أضاف المسؤول الفرنسي: “اختيار المغرب كأول زيارة لي إلى المنطقة جاء باعتبار وجود رابط استثنائي، و طلب مني الرئيس، إيمانويل ماكرون، أن أجدد هذا الرابط، و العديد من الوزراء، منهم وزير الاقتصاد، و الثقافة، و عمدة باريس، سيزورون المملكة مستقبلا، و العكس صحيح بالنسبة للمسؤولين المغاربة”.
و أوضح المتحدث ذاته أن “خارطة الطريق بخصوص العلاقة بين البلدين واضحة استعدادا للاستحقاقات المقبلة فهي قائمة على الاحترام المتبادل و الشفافية، مؤكدا أن “الشهور الماضية عرفت محادثات مهمة من أجل تقوية هاته العلاقة”.
كما جدد وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، دعم بلاده “الواضح و المستمر” لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، و قال: “بإمكان المغرب أن يعول على الدعم الواضح و المستمر لفرنسا لخطته للحكم الذاتي، سبق أن قلنا ذلك و سأكرره اليوم ربما بقوة أكبر، لقد حان الوقت للتقدم، سأسهر على ذلك شخصيا”.