
في ظل التطور الكبير للتكنولوجيا، وسرعة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الخبر ونقله للمتلقي، فقدت الصحافة الوطنية جزءا كبيرا من مصداقيتها والأفظع من ذلك مواقع وجراند إلكترونية، تتهافت أقلامها في نشر الفضائح والأخبار التي لا قيمة لها بل وبعضها ينشر أخبارا كاذبة مزيفة عارية من الصحة، والجري وراء نشر الفيديوهات التافهة لرفع نسب المشاهدة، فأين نحن من الإعلام الهادف ودور الصحافة في كشف الحقائق للمتلقي، وتنويره وكذلك تزويده بالمعلومات الدقيقة من مصادر موثوقة فهل الصحافة في بلادنا وقيمتها الكبيرة كسلطة رابعة أصبحت في مهب الريح؟
إن كل ما نراه من فوضى وعشوائية في نشر المعلومة ما هو إلا نتاج لعدم تقنين قانون الصحافة بالمغرب بالشكل الكافي، وعدم الرقابة على المواقع والجرائد الإلكترونية، فلا بد من تقنين هذا القانون بما يضع حدا للفوضى التي تعرفها بعض المواقع والجرائد الإلكترونية، ويفرض ضوابط صارمة تضمن المصداقية، وتحترم أخلاقيات المهنة، مع محاسبة كل من يستغل المنصات الإعلامية للإساءة، أو نشر الأخبار الزائفة، أو المتاجرة بآلام الناس.
وكذلك سن قوانين صارمة تحد من نشر الأخبار المنقولة من مواقع أخرى لأنه أصبحنا نرى نفس الخبر بالصيغة نفسها في عدد من المواقع، فهل صرنا أمام صحفيين ومواقع لا يمتون للصحافة المهنية بصلة أم أن الأمور اختلطت، وأصبح ذوو الاختصاص ينفذون بجلدهم ويتركون الجمل بما حمل لهؤلاء الأشخاص، الذين غزوا الميدان باسم الصحافة والإعلام وهم في الحقيقة لا يرتقون إلى مفهوم تلك المهنة النبيلة.
في الحقيقة تغير وزن الصحافة في السنين الأخيرة في بلادنا، بانتشار كل ما هو إلكتروني، فأين نحن من زمن كانت فيه الجرائد الورقية تهز السوق ويتهافت عليها المغاربة بمختلف الفئات العمرية، جراند تضم أخبارا منتقاة بعناية بأقلام صحفيين كبار أفنوا عمرهم من أجل نشر كلمة الحق، وتزويد المتلقي بمعلومات يتعبون ويسهرون الليالي لصياغتها وجمعها للقراء، كم نحن لزمن الكلمة الصادقة والتي لها وقع في نفوسنا، تعبنا من الرداءة والابتذال والعبث بكل ما تحمله الكلمة، من معنى، فهل هذا هو حال الصحافة في بلادنا؟والذي نخجل كل الخجل لإظهاره أمام دول أخرى فيا شباب المستقبل ويا صحفيي الغد ثابروا لإعادة إحياء صدى الصحافة النزيهة في بلادنا، ارفعوا أقلامكم ونظفوها من كل ميوعة أزيحوا كل تلك الفوضى، التي عمت هذا الميدان فصحافتنا تنهار يوما بعد يوما، وباتت تحتضر فهل تموت وتترك جيلا ووطنا يتخبط في العشوائية، ويعيش على أمل رجوع أصلها وقيمتها الحقيقية والتي تربى عليها أجيال وأجيال.