عذرا يا تلميذ … مجبرون على التصعيد
و بعدما خرج الأساتذة في مسيرات حاشدة و غير مسبوقة …و بعدما طفح الكيل و صارت المؤسسة التعليمية العمومية هدفا و فريسة للجشعين أغلبهم للأسف في مناصب القرار…و بعدما مرت فصول مسرحية الديموقراطية الفارغة من المواطنة…و بعدما انكشف القناع عن النقابات التي يفترض أنها حامية الشغيلة و محاميها …و بعدما تفتق الجرح و سال دما غامقا قيحا نتنا..و بكت الأمهات و هن تحتضن الأستاذات …و بعدما تأكد باليقين لدى التلميذ و ذويه أن المطالب مشروعة و هي تصب فقط لمصلحة المؤسسة التعليمية العمومية…
خرجت إلينا الحكومة و قد سبقها إلى التبجح أمام وسائل الإعلام ممثلو النقابات خونة العهد الموقعين على وثيقة أثارت حزنا و إحباطا لا يفوقها في ذلك إلا ما يجري في غزة … خرجت الحكومة بوثيقة موقعة من طرف أكبر المليارديرات و معهم خونة العهد اعتبرها المعنيون ” عكر على الخنونة” و ذر للرماد في العيون … و لم تلبي حتى النصف من مطالب الشغيلة التعليمية و على رأسها سحب النظام الأساسي…
و ها نحن ندخل فصلا جديدا من التصعيد و ندخل منعرجا خطيرا جدا ..و تلوح في الأفق – يا رب حفظك و سترك- سنة بيضاء ..و إذا حدث ذلك فالحكومة و ارانب السباق هم المسؤولون على المصيبة التي لا أرى إلا أنها واقعة …