مكناس / مراد علوي 
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس مساء الثلاثاء 8 أبريل 2025 ندوة علمية فريدة، تم خلالها تقديم كتاب “الأيقونة في ترجمة قضاة مكناس الزيتون” للدكتور محمد عبده البراق، رئيس المحكمة الابتدائية بطانطان.
شكل اللقاء منصة للتعبير عن الانفتاح الذي تعتمده الكلية على محيطها الأوسع، إذ أبرزت الندوة الحرص على ربط الجهود العلمية بالواقع المؤسسي في مدينة مكناس. و يمثل الكتاب المعروض ترجمة متعددة الحقول للتراث القضائي، مما يعكس رغبة الكلية في مواكبة التغيرات الثقافية و الاجتماعية، و دورها في تأصيل الذاكرة التاريخية للمدينة.
و يبرز هذا الكتاب الذي يعد اليوم بمثابة نقلة نوعية للمكتبة المحلية و الوطنية، ليحافظ على الذاكرة القضائية و التاريخ الثقافي للمنطقة عبر ترجمة أعمال عدد من القضاة على امتداد عشرة قرون.
كما يركز الكتاب على ترجمة أعمال عدد من قضاة مكناس عبر فترة تمتد تقريبًا إلى عشرة قرون، مما يتيح للقارئ استكشاف تطور النظام القضائي و ارتباطه بالتغييرات الاجتماعية و السياسية المحيطة. تُبرز الترجمة ليس فقط قيمة النصوص القانونية بحد ذاتها، بل تُسلّط الضوء على الإرث الفكري و التاريخي للقضاة الذين ساهموا في رسم معالم العدالة و التوازن الاجتماعي في مناطق متعددة من العالم الإسلامي.
و قد أكد المنظمون أن هذا الحدث العلمي ليس مجرد تقديم كتاب، بل هو تجسيد لمرحلة من الانفتاح الحضاري و التفاعل البحثي، حيث يتم استقطاب مختلف الأطراف الأكاديمية و القضائية و الإعلامية لتبادل الخبرات و رسم معالم التراث القضائي الذي زخر به التاريخ الحضاري لمكناس.
و في ختام الندوة، شدد المتحدثون على أهمية اللقاءات العلمية و أكدوا ضرورة الاستمرار في مثل هذه المبادرات التي تجمع الكفاءات من مختلف المجالات لتعزيز الوعي بالتراث القضائي و التاريخ الحضاري، مما يسهم في تعزيز الحوار بين الأجيال و المؤسسات على حد سواء .
بهذا الحدث الرائد، أعلنت كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس بصراحة عزمها على مواصلة الدور العلمي و البحثي الذي يساهم في توثيق و ترجمة الذاكرة التاريخية، مؤكدة بذلك مكانتها كمؤسسة رائدة في استشراف مستقبل الثقافة و التراث في المغرب.
