رياضة
أخر الأخبار

كأس الأمم الإفريقية – الكاميرون 2022 .. غرائب و أخطاء!

انطلقت بطولة كأس الأمم الإفريقية، و انطلقت معها مجموعة من المشكلات التي أظهرت البطولة بشكل غير لائق، و أغلبها ذات طابع تنظيمي و أخرى على علاقة باجراءات كورونا في ظل انتشار الفيروس بين اللاعبين.
مع انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، ظهرت مشكلات متعددة. بعض هذه المشكلات ربما بدأ قبل البطولة نفسها.
أزمة تأمين
أخطر تلك المشكلات التي تواجهها البطولة وجود حركة انفصالية مسلحة داخل أراضي الكاميرون، و هي الحركة التي نفذت عدة عمليات اغتيال لمدنيين و سياسيين بارزين و لا زالت رحى تلك المعارك تدور حتى الآن، ما أثار مخاوف بشأن عمليات تأمين الفرق الرياضية المشاركة في البطولة.
و تستضيف مدينة بويا التي شهدت الكثير من الاشتباكات بين الجيش و المتمردين فرق المجموعة السادسة التي تضم مالي و غامبيا و تونس و موريتانيا.
و تسعى ميليشيات من الأقلية الناطقة بالإنجليزية في غرب الكاميرون إلى إقامة دولة انفصالية تسمى أمبازونيا منذ عام 2017 احتجاجاً على تعرضهم للتهميش من قبل الحكومة الناطقة بالفرنسية حسب وصفهم.
مشكلة التحكيم
المشكلات امتدت و توسعت و وصلت حتى إلى داخل البطولة نفسها على مستوى التنظيم، إذ شهدت عدة مباريات وقائع مثيرة سببت حرجاً بالغاً للدولة المضيفة و للجهات المنظمة للبطولة.
ففي حادثة غريبة و نادرة، أطلق حكم مباراة تونس و مالي الزامبي جاني زيكازوي صافرة النهاية قبل الدقيقة تسعين، ما أثار غضب منتخب “نسور قرطاج” الذي كان يبحث عن هدف التعادل في مدينة ليمبي في الكاميرون ضمن منافسات الجولة الاولى من المجموعة السادسة.
الواقعة أثارت غضب الجهاز الفني التونسي و اللاعبين و اقترب المدرب منذر الكبيّر من الحكم مشيرًا الى ساعته و كأنه يقول له إن الوقت لم ينته بعد، لكن من دون جدوى، قبل أن يخرج الطاقم التحكيمي بمرافقة أمنية.

و بعد دقائق من دخول اللاعبين إلى غرفة تبديل الملابس، عاد أحد مساعدي الحكم الرئيسي و تم استدعاء المنتخبين مجددًا إلى أرضية الملعب لاستكمال المواجهة، و في حين عاد لاعبو مالي، لم يعد نظراؤهم التونسيون.

و قال مسؤول في الاتحاد الإفريقي إنه كان يتعين انهاء المباراة، مع ثلاث دقائق متبقية، لكن الفريق التونسي لم يعد إلى أرض الملعب ما دفع الحكم لإنهائها.

و أشار الكبيّر “لقد أطلق صافرة النهاية و طلب منا الدخول إلى غرفة تبديل الملابس، و لما كان لاعبونا في حمام الثلج طلب منا أن نعود إلى أرض الملعب”، وأضاف “خلال 30 عامًا لي في المجال، لم أرَ شيئًا من هذا القبيل”، مشيرًا إلى أن الحكم “حرمنا من سبع او ثماني دقائق من وقت بدل ضائع و كنا نلعب بأحد عشر لاعبًا ضد عشرة”.

فيما أكد آخرون أن الحكم أصيب بضربة شمس نتيجة إقامة المباراة في توقيت صعب ما أفقده تركيزه و قدرته على الأداء بشكل منضبط.

سلام وطني .. قديم!

و استمر مسلسل المشكلات التنظيمية، حيث قامت الفرقة الموسيقية بعزف نشيد وطني خاطئ لمنتخب موريتانيا ثلاث مرات قبل مباراتها الافتتاحية ضد غامبيا في ليمبي. و بدا لاعبو منتخب موريتانيا مرتبكين و بعضهم يهّز برأسه، بعد محاولتين فاشلتين لعزف النشيد الوطني.

و قال مذيع الملعب إن لاعبي موريتانيا سينشدون النشيد بأنفسهم. لكن محاولة ثالثة فاشلة سرعان ما تم قطعها بعد عزف النشيد القديم للبلاد مرة أخرى، ليتم عزف النشيد الغامبي فقط قبل انطلاق اللقاء، الذي جرى بمدينة ليمبي.   

كرات غير مناسبة

و خلال مباراة مصر و نيجيريا، أوقف الحكم الغامبي باكاري جاساما اللعب عدة مرات بسبب عدم صلاحية الكرات المستخدمة في اللقاء.

و بدا أن ضغط هواء الكرات ليس كافياً، ليضطر جاساما لتغيير 3 كرات في غضون 23 دقيقة خلال المباراة التي جرت بمدينة جاروا.

كورونا تضرب بعنف

و شهدت الجولة الأولى غياب العديد من اللاعبين من مختلف المنتخبات بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، و هو ما يثير الجدل بشأن التدابير الصحية التي اتخذتها اللجنة المنظمة للبطولة بشأن مرض كوفيد 19.

كما طالت العدوى أيضاً العديد من حكام البطولة، الذين كان من بينهم بيرنارد كاميل من سيشل، الذي كان مكلفاً بإدارة لقاء كوت ديفوار و غينيا الاستوائية، ليتم إسناد المباراة للجزائري مصطفى غربال، الذي كان مكلفاً بإدارة غرفة الفار، ليصبح بذلك أول حكم يدير مباراتين بنفس الجولة في أمم أفريقيا بعدما سبق له إدارة مباراة الكاميرون و بوركينا فاسو يوم الأحد الماضي..
وظهرت عدة صورة للاعبي منتخب الجزائر وعلى رأسهم النجم رياض محرز وهم يوزعون أنفسهم على عدد قليل من السيارات السياحية

* شخص غريب يسرق الميكروفونات:
و في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة تونس و بوركينافاسو قام شخص غريب بسحب الميكروفونات من أمام لاعبي منتخب تونس و تمت الندوة بدونها..و يقال ان ذلك الشخص هو صاحب الصوتيات و الذي لم يتوصل بمستحقاته في وقتها مما اضطره إلى ذلك السلوك احتجاجا على المنظمين

لا حافلة لنقل منتخب الجزائر

أيضاً، فشلت اللجنة المنظمة للبطولة، في توفير حافلة لنقل لاعبي منتخب الجزائر من مقر الإقامة إلى ملعب التدريبات، ما أثار غضب أعضاء البعثة الجزائرية.

و للتغلب على الأزمة، اضطر اللاعبون إلى الذهاب إلى الملعب على متن سيارات سياحية تم توزيعهم عليها وهو ما أثار مخاوف شديدة بشأن سلامة و أمن اللاعبين من عدة نواحي، خاصة و أن فيروس كورونا منتشر بشدة في الكاميرون

و ظهرت عدة صورة للاعبي منتخب الجزائر و على رأسهم النجم رياض محرز و هم يوزعون أنفسهم على عدد قليل من السيارات السياحية…
فهل عادت الكرة الإفريقية إلى عهود الفوضى و الأخطاء…و من سيحاسب من؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى