كأس الاتحاد الأفريقي: في موقف قانوني رجولي و وطني، نهضة بركان يرفض النزول إلى الملعب
لم ينزل لاعبو نهضة بركان المغربي الأحد 21 أبريل 2024 إلى أرضية ميدان ملعب “5 جويلية” في العاصمة الجزائرية لمواجهة مضيفه اتحاد العاصمة، حامل اللقب، لخوض ذهاب الدوري نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. فيما دخل الفريق الجزائري وحده من دون طاقم الحكام، بينما غادر الفريق المغربي الملعب نهائيا بعد نحو نصف ساعة من موعد المباراة.
لم تجر مباراة القمة المغاربية الأحد بين فريقي نهضة بركان المغربي ونظيره اتحاد العاصمة الجزائري في إطار ذهاب الدوري نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
و كان الفريق المغربي قد حضر إلى المباراة وقدّم كشفه الرسمي إلى مسؤولي الاتحاد الأفريقي، إلا أنه لم يخرج إلى أرضية الملعب لخوض اللقاء وسط جمهور قدّر بأكثر من 40 ألف متفرج.
هذا، و كان قد اعترض الفريق المغربي على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار “هواري بومدين” في العاصمة الجزائرية، بدعوى ” تضمن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية المتنازع عليها.”
حلقة جديدة من الأزمة الدبلوماسية المتواصلة
و انشغلت الأوساط الإعلامية المغربية و الجزائرية بهذه الحادثة على وقع تبادل الاتهامات، و كانت لجنة الاستئناف في الاتحاد الأفريقي “كاف” قد رفضت رسميا الاستئناف الذي تقدم به الاتحاد الجزائري للعبة، ضد قرار لجنة الأندية بالكاف، بشأن قضية حجز قمصان الفريق المغربي.
وبرر الطرف الجزائري رفضه بأن الفريق المغربي يضع خريطة لا تتوافق مع خرائط الأمم المتحدة.
و من جهتها، راسلت لجنة الأندية بالكاف الاتحاد الجزائري، و أخطرته بضرورة التواصل مع السلطات في بلاده، للإفراج عن القمصان المعتمدة من الاتحاد الأفريقي بشكل فوري، قبل أن يقرر الاتحاد الجزائري الاستئناف ضد القرار.
و إلى ذلك، تبنت لجنة الاستئناف قرار لجنة الأندية، مؤكدة أحقية نهضة بركان المغربي في ارتداء قمصانه الرسمية التي تم اعتمادها خلال البطولة هذا الموسم.
هذا الأمر الذي أحدث زوبعة في أوساط المتتبعين عبر العالم، ذهب الجميع ما عدا الجانب الجزائري إلى تحميل المسؤولية للسلطات الجزائرية التي لا تفوت فرصة تجمعها بالمغرب لتبين مدى حقدها على المملكة المغربي..
فمن جهة، و حسب ما شاهدناه و شاهده العالم من تصرفات للسلطات الجزائرية بالمطار اتجاه الوفد المغربي للفريق البركاني أمر مرفوض تماما و لا يمت للأخلاق الرياضية أو السياسية أو غيرها بصلة، لأنه لا مبرر أن يوجه مسؤول كلاما نابيا و خادشا للحياء اتجاه أعضاء من الوفد …
من جهة أخرى، القميص البركاني يحمل خريطة بلاده، و الأمر يتعلق بمشكلة تخص المغرب و حدوده، فما دخل السلطات الجزائرية في ذلك الأمر؟
و بأية أخلاق سياسية أو رياضية سمحت السلطات الجزائرية لنفسها بحجز أمتعة اللاعبين لا لشيء إلا لأنه يحتوي على خريطة؟
ألم يكن حريا بالسلطات الجزائرية أن ترفع فقط تقريرا للكاف و تدع الأمور تسير في تنظيمها العادي و لا تحرم الجماهير المتتبعة سواء منها من حضرت إلى الملعب أو التي تتابع عبر التلفاز من محبي الفريق المغربي؟ علما أن الأقمصة التي ترتديها الفرق في العالم كله في المباريات الرسمية تكون معتمدة قبلا من الجهات المختصة، وطنية كانت أو قارية أو عالمية؟
هل من المعقول أن تجيش وسائل الإعلام لتطلق العنان لألسنتها المسمومة ضد الفريق البركاني المغربي لتصفه بأنه هو من رفض اللعب رغم توفر كل الظروف؟ أي ظروف تلك و قد سحبت منه أمتعته، و تفرض عليه أن يلبس أقمصة توفرها له أنت؟ أية حماقات هذه؟
و ما يثير الاشمئزاز و الضحك في آن واحد هو أن استقبلت إحدى القنوات الرسمية الجزائرية الناقلة للمباراة بعض ما سموهم ب “المحللين”، فأخذوا يبعثرون في القوانين المنظمة، و أبانوا على جهل خطير بقوانين اللعبة سواء ما يتعلق بالتحكيم أو التنظيم، و إحداها أن قال أحدهم
” من المفروض على الحكم أن ينزل إلى أرضية الميدان و يصفر معلنا للعالم عدم مشاركة الفريق المغربي في المباراة، و إن لم يفعل فهذا تواطؤ واضح من الكاف”..
و لا أجد ما أعبر به على هذه المهزلة التاريخية التي نضاف إلى سابقاتها، غير قول الشاعر:
قوم أنابت إليهم كل مخزية … و كل فاحشة سبت بها مضر
الآكلون خبيث الزاد وحدهم … و السائلون بظهر الغيب مالخبر؟
و أقسم المجد حقا لن يحالفهم … حتى يحالف بطن الراحة الشعر