لقاء ثقافي حول الذاكرة التاريخية بتيفلت: إشعاع ثقافي وإحياء لقيم المقاومة والنضال
بقلم:د. مراد علوي
نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتيفلت، يوم السبت 7 دجنبر 2024، لقاءً ثقافياً مميزاً بتنسيق مع جمعية مبادرات للتنمية . و كان هذا اللقاء مناسبة لإحياء الذاكرة الوطنية وتسليط الضوء على قيم التضحية والنضال من أجل التحرر، وسط حضور نخبة من المهتمين بالتاريخ والفعاليات الثقافية.
افتُتح اللقاء بكلمة ألقاها الأستاذ معاذ أركيبي، الإطار الإداري بفضاء الذاكرة التاريخية، حيث قدم عرضاً شاملاً حول الحدث وسياقه التاريخي. وأكد الأستاذ أركيبي أهمية مثل هذه الأنشطة الثقافية في تعزيز الوعي الوطني و ربط الأجيال الحاضرة بماضيها المجيد. كما تطرق في حديثه إلى شخصية النقيب التونسي فرحات حشاد، الذي يُعتبر رمزاً للعمل النقابي النبيل و دوره في ترسيخ قيم الحرية و الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة. و أبرز أركيبي في كلمته كذلك أهمية المقاومة الجماعية و دورها في تحرير الوطن من ربقة الاستعمار، مسلطاً الضوء على دروس هذه التجارب التاريخية الملهمة.
و تأتي زيارة المتحف في رحلة عبر تاريخ الكفاح الوطني ، عقب الجلسة الثقافية، نظم فضاء الذاكرة جولة متحفية بقاعة العرض، حيث قام السيد معاذ أركيبي، الإطار بالمكتب المحلي بتيفلت، بتقديم شروحات مفصلة للزوار . تضمنت الجولة استعراضاً لمحطات بارزة من التاريخ المغربي خلال مرحلة الكفاح الوطني، مع تسليط الضوء على تضحيات الأبطال المغاربة ودورهم في استرجاع السيادة الوطنية.
شهد اللقاء تفاعلاً كبيراً من طرف الحاضرين، الذين عبروا عن إعجابهم بالأسلوب التفاعلي الذي تم به تقديم الشروحات، و كذلك بالدور الذي يلعبه فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير في الحفاظ على الإرث الوطني و نقله للأجيال الصاعدة.
يُعد هذا اللقاء خطوة هامة في مسار التوعية بأهمية التاريخ الوطني ومساهمته في بناء الهوية المغربية. و يعكس التعاون بين فضاء الذاكرة و جمعية مبادرات للتنمية وعياً جماعياً بضرورة تعزيز الثقافة التاريخية في المجتمع.
بهذه المبادرة، يستمر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير في أداء رسالته النبيلة المتمثلة في حفظ ذاكرة الوطن ونشر قيم النضال والحرية، مُسهماً بذلك في بناء وعي تاريخي يؤسس لمستقبل أفضل.