يتوسط قرية خميس سيدي يحيى بآيت واحي مسجد قديم جدا، احتضنت جدرانه صوات و ابتهالات على مرالزمان، و يحمل بصمات أجداد القبيلة و أعيانهم..المسجد يا سادة معلمة دينية تاريخية و مفخرة تضاهي بها ايت واحي أعرق المساجد بالمملكة..
فهذا المسجد بني من طرف ساكنة أيت واحي الأجداد، حيث كان في أول الأمر عبارة عن كوخ بسيط، و سقفه من القصدير، و كانت تقام فيه الصلوات الخمس كل يوم، و خصوصا صلاة الجمعة و صلاة العيدين لتوفره على فضاء و مساحة واسعة بجوانبه.. و قد خضع عبر الزمان لإصلاحات و تزيينات متتالية من طرف المحسنين و المساهمين إلى أن أصبح مسجدا كامل الأوصاف، بفضل مساهمات المحسنين. و لا أدل على ذلك صومعته التي كانت تظهر من بعيد، يوم كانت القرية عبارة عن براريك و دور قصدير و حجر…
ثم بعد ذلك كانت الجماعة هي من تتفق مع فقيه معين عن طريق “الشرطة”، إلى أن تم تعيين الفقيه” السي زلماط” من طرف الدولة ليكون أول فقيه رسمي بالمسجد..و استمر “السي زلماط” على تلك الحال سنين عديدة..
و عند وفاة الناشط الحقوقي بامتياز ادريس بنزكري المغربي الأمازيغي ابن ايت واحي يوم الأحد 22 مايو 2007، عن سن 57 سنة، و قد أرسل صاحب الجلالة لعائلته الصغيرة و الكبيرة برقية عزاء تضمنت كل معاني الحب و الاحترام للرجل..و حضر لتشييع جنازته شخصيات سامية و بارزة مثل الوزير ادريس جطو و عشرات المسؤولين يتقدمهم .. و بنيت بالمناسبة خيام و أقيمت ولائم عزاء تليق و قيمة ادريس بنزكري الذي سيبقى اسمه خالدا..
و أوحت مناسبة وفاة الرمز ادريس بنزكري بتشييد مسجد جديد يسع المواطنين بعدما كبرت القرية و ازداد عدد الساكنة…
و لكن بقي المسجد القديم، المسجد الرمز، المسجد التاريخ، الذي صلت فيه أقوام على مر الزمان، و الذي احتضن صلاة الجنازة على روح الفقيد ادريس بنزكري بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، هو اليوم رهينة الضياع و التخريب…
و قطع عنه الماء الصالح للشرب و الكهرباء، وأصبح عرضة للإهمال والتخريب، و ملجأ للمتسولين و محط رمي الأزبال و القاذورات، فتم هجرانه بعد مابني المسجد الجديد… هذا المسجد الجديد، لا تستغل من مساحته خلال الصلوات الخمس إلا نصفها، يقال أن مرد ذلك إلى تشققات في الأعمدة و الأسقف، و تم للأسف وضع حواجز حديدية داخل المسجد، تقسّمه إلى نصفين و تمنع المصلين من الاقتراب من المحراب و المنبر، و هذه الحواجز للأسف فوق الزرابي التي أصبحت ميدان للركض و اللعب للقطط (لنا عودة لموضوع هذه الصلاة نص- نص)…
و هنا نطرح الأسئلة الملحة التالية على من يهمهم الأمر:
فبالنسبة لوزارة الأوقاف. لماذا لا يستمر الاعتناء بهذه المعلمة الدينية التاريخية، و استغلالها في تدريس أصول الدين و حفظ القرآن و محو الأمية؟
و بالنسبة للمسؤولين على الجماعة، أليس من بين أبناء الجماعة حملة شواهد عليا مثل الشاب عالي زلماط الأستاذ الباحث و إمام مسجد و حافظ لكتاب الله، ممن يمكن استغلال قدراتهم المعرفية و العلمية في عملية الدعم و محاربة الهدر المدرسي؟
سنعود للموضوع بعد تقصي الحقائق من كل أولئك..و سنضع كل الحيثيات أمام المجهر…




