
توفيت الفنانة المغربية المعتزلة نعيمة سميح، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، عن عمر ناهز 72 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وتعرضت نعيمة سميح لوعكة صحية حادة في دجنبر الماضي حيث أُدخلت إلى أحد المصحات الخاصة بمدينة الرباط بسبب معاناتها من مرض السرطان لسنوات.
وكان آخر ظهور إعلامي للراحلة نعيمة سميح عام 2016 خلال تكريمها في مهرجان أصوات نسائية بمدينة تطوان.
واختفت سيدة الطرب المغربي عن الساحة الفنية بشكل مفاجئ عام 2007 ودون أن تشهر اعتزالها الغناء، لتكشف بعد دلك بعض المصادر القريبة منه أنها أدت مناسك العمرة وقررت ارتداء الحجاب.
يشار إلى أن صاحبة رائعة “ياك أجرحي” تعد من أهم الأصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين.
نعيمة سميح (ولدت في الدار البيضاء، سنة 1953 وتوفيت يوم 8 مارس 2025) هي مغنية مغربية تعتبر من أهم أصوات الموسيقى المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين. انطلقت مسيرتها الغنائية خلال سبعينيات القرن المذكور، وحظيت أغانيها بانتشار واسع في المغرب والجزائر وتونس ودول عربية أخرى..
ولدت في منطقة درب السلطان بمدينة الدار البيضاء وبالضبط في حي بوشنتوف. نشأت نعيمة في حي كان يعرف نشاطا ثقافيا ورياضيا متميزا في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، بحيث أنجب العديد من الأسماء الأدبية والرياضية والمسرحية والموسيقية المغربية. ظهرت مواهبها الغنائية مبكرا في سن التاسعة.
توقفت نعيمة عن الدراسة عند مستوى الشهادة الابتدائية وغادرت المدرسة في بداية السلك الثانوي، لتتجه الى التكوين المهني في المدرسة الوطنية للحلاقة سنة 1966 واشتغلت في صالون حلاقة في درب السلطان قبل أن تستقل بصالونها الخاص. كانت بدايتها الحقيقية من خلال برامج اكتشاف المواهب الفنية التي كانت تقدمها الإذاعة والتلفزة المغربية، وكان أول ظهور لها في برنامج «خميس الحظ» الذي كان يعده الإعلامي محمد البوعناني، أتبعته مشاركة في برنامج المسابقات «مواهب» الذي كان يقدمه عبد النبي الجيراري، وهو البرنامج الذي كان مشتلا للعديد من الأصوات المغربية المتميزة في نهاية الستينات كسميرة بنسعيد ومنتصف السبعينات عزيزة جلال.
كانت مسيرة نعيمة مهددة بالتوقف أمام المعارضة الشديدة لوالدها المحافظ لولوج ابنته عالم الغناء، ولم يتقبل الأمر إلا بعد تدخل فنانين وإعلاميين مرموقين كمحمد بنعبد السلام ومحمد البوعناني وخالد مشبال، الذين كانوا مؤمنين بموهبة نعيمة، وطمأنوا والدها بأنها ستكون بين أياد آمنة. اشترط والدها على أن تقتصر مسيرتها الفنية على الموسيقى العصرية المغربية وأن لا تشتغل إلا مع كتاب كلمات وملحنين محترمين وفي مواضيع بكلمات راقية.
مميزاتها الفنيةتعرف نعيمة سميح «ببحتها» الصوتية المميزة وبطريقة أدائها القريبة من الأسلوب الغنائي للجنوب المغربي الأمازيغي، إضافة إلى حسها المرهف وشخصيتها الخجولة أمام الجمهور وذلك ما مكنها من أداء قطع غنائية، صعبة موسيقيا، وتغلب عليها مواضيع الشجن والشوق والحنين والزجل المغربي الأصيل ويظهر ذلك جليا في قطع «جريت وجاريت» و «على غفلة».
تملك في رصيدها الفني أيضا العديد من الأغاني الدينية والوطنية كأغنية «رحلة النصر» التي تعاملت فيها مع الموسيقار عبد الوهاب الدكالي.
رغم أنها لم تدرس الموسيقى أكاديميا إلا أن نعيمة كانت تمتلك أذنا موسيقية ساعدتها في مسيرتها. حرصت نعيمة على التعامل مع ملحنين وكتاب كلمات لهم وزنهم في المغرب كان لهم دور كبير في إبراز مواهبها الفنية وإنجاز أعمال من مستوى عال، في أصناف غنائية متنوعة ومعقدة، ومن أهمهم عبد الله عصامي، علي الحداني، عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، في المغرب، إضافة إلى الكويتي يوسف المهنا.
حياتها الخاصةتزوجت نعيمة سميح في بداية سبعينيات القرن العشرين من البطل المغربي في رياضة الدراجات مصطفى بلقايد ولهما ابن وحيد اسمه «شمس الدين». عانت كثيرا مع مرض فقر الدم وكانت مجبرة على القيام برحلات علاجية كثيرة خارج المغرب، وهو الأمر الذي كان كثير التأثير على مسيرتها الفنية بحيث كان شبح الاعتزال، بدافع المرض، دائما حاضرا لديها. هذا الجانب من حياتها كان له تأثير كبير على شخصيتها وأسلوبها الفنيين.
ونعى عدد من الفنانين المغاربة الراحلة بعد معاناة مع المرض في الفترة الأخيرة.
وكتبت الفنانة لطيفة رأفت على فيسبوك: “عزاؤنا واحد في رحيل سيدة الطرب المغربي، العزيزة التي لن تُنسى، لالة نعيمة سميح”.
أما الممثل رشيد الوالي فقد ذكر على المنصة ذاتها: “علمت من الفنان يونس ميكري بوفاة المطربة نعيمة سميح؛ تغمدها الله برحمته وأسكنها فسيح جناته… رحمك الله سيدتي، وستظل أغانيك حاضرة نستمع إليها كلما شعرنا بالحنين للماضي الجميل”.
وتُعدّ نعيمة سميح من أبرز الأصوات في تاريخ الأغنية المغربية. وُلدت في الدار البيضاء عام 1954، وتميّزت بصوتها العذب وإحساسها المرهف، ما أكسبها مكانة مرموقة وشعبية واسعة في المغرب والعالم العربي…