
لا يختلف اثنان على أن مصلحة البريد هي الأقرب للمواطنين من غيرها من المصالح البنكية.. ذلك لأنها تغطي أكبر مساحة بالمملكة الشريفة.. و حيثما وليت فتم مكتب بريد، يسهل على المواطنين العمليات المالية و البنكية..
و لم تعد مهام مصلحة البريد مقتصرة على الإرساليات منذ زمن بعيد، حتى في القرى النائية جدا جدا..
فلماذا يا ترى تبقى قرية خميس سيدي يحيى بآيت واحي دون مصلحة بريد على مدى يفوق العشرين سنة – حسب قول أحد المواطنين من القرية نفسها-؟
و هنا لا أجد تفسيرا، غير القول بأن لعنة المسجد العتيق المعلمة الدينية التاريخية و المفخرة التي تضاهي بها آيت واحي أعرق المساجد بالمملكة، و التي تركت رهينة الضياع و زج بها في غياهب النسيان، هي من أصابت مصلحة البريد، ليبقى مقرها بدوره رهينة النسيان، و لا يرى منه غير يافطة تشكو قسوة قلوب المسؤولين، و أشبه ما تكون كباقي وشم على ظاهر يد سيدة عجوز.. و تبقى ساكنة القرية تتنقل إلى مدينة تيفلت أو الخميسات لقضاء مآربها المالية المتعددة..



