علم من مصادر إعلامية أن بعثة نهضة بركان توجهت ليلة أمس إلى فندق بالعاصمة الجزائرية، و ذلك بعد تتوصل رئيس الفريق حكيم بن عبد الله برسالة عبر الايميل من الكاف.
و أبلغ الكاف نهضة بركان بأنه تم الاتفاق مع المسؤولين الجزائريين على خروج البعثة المغربية من مطار هواري بومدين باتجاه أحد الفنادق في الجزائر، إلى حلول صباح يوم الغد.
و يأتي تدخل الكاف بعد دخول لاعبي نهضة بركان، الذين وجدوا أنفسهم أمام استفزازات متتالية من رجال أمن جزائريين، في مشادات لسانية كادت تتحول للأسوإ لولا تدخل رئيس الفريق حكيم بن عبد الله.
و بحسب مقاطع فيديو، تتبعتها الجريدة، فإن رجال الأمن الجزائريين حاولوا استفزاز لاعبي الفريق المغربي و طلبوا منهم مغادرة المطار و العودة لبلدهم، لكنهم رفضوا الامتثال.
و أكدت بعثة نهضة بركان للمسؤولين الجزائرين، أنها لن تشد رحالها و تعود إلى المغرب دون قرار كتابي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لكي لا تعتبر مغادرتها إنسحابا من المباراة و بالتالي الخسارة طبقا لمقتضيات المادة 64 من قواعد تنظيم مباريات “الكاف”.
و بحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، اشترط بنعبد الله رئيس نهضة بركان عدم تدخل المسؤولين الأمنيين الجزائريين بالاجتماع و انسحابهم منه، لكنهم واجهوا طلبه بالرفض، و هو ما دفعه للانسحاب.
و قامت سلطات الجزائر زوال اليوم الجمعة باحتجاز بعثة فريق نهضة بركان مباشرة بعد وصولها إلى مطار هواري بومدين تأهبا لمواجهة اتحاد العاصمة في ذهاب نصف نهائي كأس “الكاف”.
و رفضت سلطات الجزائر السماح لبعثة نهضة بركان بمغادرة مطار بومدين بسبب ارتداء اللاعبين لقمصان تحمل خريطة المغرب..
و دأبت الجزائر على استعمال مثل هذه المناورات ضد الأندية و المنتخبات المغربية، علما أن المنتخب المغربي المحلي حرم من المشاركة في كأس إفريقيا سنة 2023 بسبب رفض السلطات الجزائرية منح ترخيص لطائرة “الأسود” بالتوجه إليها.
وللجزائر سوابق كثير في خلط الرياضة بالسياسة و استفزاز المغرب، آخرها واقعة كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي استضافتها سنة 2023، و تشكل واقعة احتجاز نهضة بركان بسبب خريطة المغرب الكاملة حالة عود تستوجب تدخلا صارما من “الكاف”.
و حذّرت لجنة التأديب بـ”الكاف”، في مارس الماضي، الاتحاد الجزائري على خلفية التصريحات المعادية للمغرب التي شهدها حفل افتتاح كأس إفريقيا للمحليين، و التي أدلى بها حفيد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.
و نبهت “الكاف” الاتحاد الجزائري حتى لا يتكرر الأمر ولاتخاذ كل الاحتياطات لمنع تكرار هذا الحادث، مهددة بتسليط عقوبات ثقيلة في حالة الإدلاء بتصريحات سياسية في مسابقة أو تظاهرة خاصة بـ”الكاف”.
و من شأن احتجاز الفريق البرتقالي بمطار بومدين ضواحي العاصمة الجزائر أن يشكل حجة قوية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لدفع “الكاف” لمعاقبة الاتحاد الجزائري، بحكم أن الأخير المسؤول الأول أمام الجهاز القاري للعبة من الناحية التنظيمية لمباراة ذهاب نصف نهائي كأس “الكاف” بدءا بوصول بعثة نهضة بركان وتيسير إجراءات الدخول للبلاد.
و بمناسبة هذا التصرف الغبي من السلطات الجزائرية، أود القول أنها في كل المحافل الدولية و القارية تحاول التأكيد علنا أن لا دخل لها في قضية الصحراء، فلماذا إذن تحشر أنفها في خريطة و حدود بلد جار لا يجاريها في العداء..و من جهة أخرى هل بلغ الغباء بالمسؤولين الجزائريين أن يتدخلوا في قميص منتخب بلاد ما، علما أن ل “الكاف” أجهزته الخاصة بذلك، و كان عليهم اللجوء إلى الاحتجاج عبر تقارير، و تترك ل “الكاف” و أجهزته المختصة اتخاذ القرارات اللازمة..
إن ما تقوم له السلطات الجزائرية نحو المغرب من مسلسل عداء لن يعود إلا بالسوء عليها .. و سيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون..
لنا عودة للموضوع بعنوان: لما زرت الجزائر
