الحكومة تسعى إلى امتلاك جميع المغاربة سكناً لائقاً يحترم كرامتهم”، هكذا جاء التأكيد على لسان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مبرزا أن حكومته “تضع نصب أعينها 4 رهانات أساسية في ما يتعلق بمجال الإسكان”.
و هو يُعقّب إثر تدخلات “الفرق و المجموعة النيابية و غير المُنتسِبين”، خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس النواب، مساء الإثنين 15 يوليوز 2024، فصّل قائلا إن أول الرهانات مرتبط بـ”الرهان الاجتماعي؛ إذ تسعى الحكومة إلى أن يتوفر جميع المغاربة على سكن لائق يحترم الكرامة”، وفق تعبيره.
و تابع رئيس الحكومة بأن “الرهان الاقتصادي” لا يقلّ أهمية، “خصوصا أن قطاع العقار الذي يوفر مليون منصب شغل شهد ركودا خلال أزمة كوفيد، قبل ثلاث سنوات”، مشدداً على أنه “كان من الضروري إعادة تحريك العجلة الاقتصادية بهذا القطاع، و تحفيز المنعشين العقاريين و المقاولات الصغيرة المشتغلة في قطاع البناء و التعمير”.
“استكمال مسار العدالة المجالية و الاجتماعية حتى يتمكن سكان العالم القروي من الاستفادة من سكن لائق و قريب من المرافق الضرورية” هو بالنسبة لقائد سفينة الحكومة الحالية رهانٌ ثالث بارز، و هو ما جاء تفاعلًا مع نواب من المعارضة الذين انتقدوا “غياب عرض سكني في المناطق الجبلية و القروية”.
و لفت المتحدث أمام النواب إلى أن الرهان الرابع مرتبط بـ”التعمير و تشييد البُنى التحتية”؛ خاصّا بالذكر سياق إقبال المملكة على رهانات و تظاهرات كبيرة، ما يرفع تحدي و رهان “أن تكون في المستوى و تكون مدن المملكة في جمالية تجعلنا جميعا فخورين ببلادنا”.
“الدعم المباشر انتصَر للمواطن”
أكد رئيس الحكومة في سياق ذي صلة أنه “مع الإستراتيجية الجديدة للحكومة في مجال الولوج إلى سكن لائق لم تعُد عروض المنعشين العقاريين هي المتحكِّمة، بل طَلب المواطن”، موضحا أنه “بفضل الدعم المباشر أصبحت لدى المواطن الإمكانية المادية و اختيار المنطقة أو المدينة التي يرغب في امتلاك سكنه”.
و ضمن تعقيبه على تدخلات النواب عدَّد أخنوش “إكراهات” تعترض برنامج السكن الاجتماعي 250 ألف درهم، مشيرا إلى أن هذا العرض “وصل إلى الحد الأدنى”، و أوضح أن “الحكومة مرت إلى عروض جديدة بقيمة 300 ألف درهم للوحدة، و لمْ تتجه للمنعش العقاري الذي كان يستفيد من بعض التحفيزات الضريبة حتى ينخفض ثمن الشقة إلى 250 ألف درهم، بل اتجهت إلى دعم المواطن مباشرة بمقاربة جديدة”.
“هذا النوع من الدعم خلقَ اليوم نوعاً من التوازن بين مواطني المدن الكبرى و بين العالم القروي، إذ في السابق كان المنعش العقاري هو الذي يشتري الأرض في المناطق التي فيها الطلب و يقوم بإنجاز استثمارات بها، و هو ما يعني أن العرض هو الذي يتحكّم”.
و وفقا لأخنوش فإن “التصور الجديد جعل الطلب مع 100 ألف درهم من الدعم المباشر هو الذي يتحكم في الاستثمار”، مسجلا أنه “مكّنَ حتى الشركات الصغيرة من التوفر على حظوظ من أجل الاستثمار في العقار و البناء بعدما كان محصورا في 6 فاعلين فقط”.
و اعتبر المتحدث أنه “بإمكان شركة صغيرة أن تنجز مشروعين أو 3 مشاريع و تبني 20 شقة أو 50 شقة، لأن ما يهم الحكومة هو المواطن الذي سيقْتَني هذه الشقق، أما المنعش العقاري فلا تمكنه الحكومة من أي دهم”، مشيرا إلى أنه “حتى إمكانية البناء الذاتي داخل تجزئة ممكن في إطار الدعم المباشر”.
“تصورٌ للنهوض بالبوادي”
بالنسبة لرئيس الحكومة مُعقباً فإن “المشكل الذي يواجه قطاع الإسكان و التعمير في العالم القروي ليس وليد اليوم”، مؤكدا أنها “تراكمات دامت أزيد من 50 سنة”، و أن حكومته لها “الشجاعة السياسية لتجد الحلول للإشكاليات المتعلقة بالبناء في العالم القروي”، و تابع: “…اليوم خَاصْنا نعرفو أن العالم القروي كيعيشو فيه تقريبا 13 مليون ديال المغاربة، و الحكومة عندها تصور للنهوض بالتعمير فالعالم القروي..و كنعرفو أن العالم القروي ديال البارح ماشي هو العالم القروي ديال اليوم”.
“الحكومة تريد أن تخلق طبقة فلاحية متوسطة في العالم القروي”، يورد المسؤول السياسي ذاته، مردفا: “…لذلك من اللازم أن نوفر لها الشروط الضرورية للاستقرار وحمايتها من التقلبات المناخية”؛ و تبعاً لذلك، اشتغلت الحكومة، بحسبه، على النهوض بالمجالات القروية من خلال الحد من التفاوتات المجالية، و تحسين جودة حياة الساكنة القروية و ضمان و لوجها للمرافق العمومية، و تقوية جاذبية العالم القروي عبر بلورة عرض ترابي و تعزيز الاستثمار و خلق فرص الشغل”.
“توافر المنتجات”
في موضوع آخر أثيرَ خلال ردّه على نواب المعارضة بمجلس النواب قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إنه “رغم 3 سنوات من الجفاف إلا أن ‘الدّيسير’ (الفواكه) متوفر في الأسواق المغربية بفضل مخطط المغرب الأخضر”.
و شدد رئيس الحكومة أثناء حديثه عن هذه النقطة على واقع “توافر الفواكه في الأسواق رغم توالي سنوات الجفاف”، مضيفا في نبرة تساؤل استنكاري: “إيلا مكايْنش الدلاح (البطيخ الأحمر) فالسوق فَسْألوا شكون (منْ) السبب…”.
و زاد المتحدث ذاته: “إذا كانت فاكهة ‘الهْندية’ (التين الشوكي) قليلة في الأسواق فالسبب راجع لكونها مريضة، و قُمنا بغرس 15 إلى 20 ألف هكتار، في انتظار 4 إلى 5 سنوات من أجل بدء جنيها”.
و طالب أخنوش أطياف المعارضة بـالتحلي بـ”الموضوعية” عند انتقادها مخطط المغرب الأخضر، موردا: “3 سنوات من الجفاف و بدون ماء و تتوفر بلادنا على هذه الإمكانيات الفلاحية. مرة أخرى عليكم أن تشكروا الفلاح و ’تحْمْدوا الله’”؛ كما أكد أن هدفه الوحيد هو المواطن، “الذي يظل من أولويات الحكومة”، مشيرا إلى أن علاقته بالبرلمان يسودها الاحترام، خصوصا أنه اشتغل في احترام مع البرلمانيين لأزيد من 20 سنة، و زاد: “من يحترمني أحترمه و نشتغل بجدية”.