شهدت الجماعة القروية بوقشمير دائرة أولماس إقليم الخميسات احتفالات رائعة بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد، و ذلك أيام 28 و 29 و 30 يوليوز 2025…
احتفالات تضمنت عروضا من التبوريدة و لوحات أحيذوس و وصلات من الشعر الأمازيغي *إنشاذن*.. و قد حجت لمقر الجماعة أعداد هائلة من ساكنة القرى المجاورة، بل تنقل للمشاركة و التمتع بحلقات الاحتفال المميز هذا عشرات المواطنين من المدن القريبة مثل الخميسات و أولماس و مكناس و المعازيز و تيفلت…
و قد ترأس السيد حميد بوطاهري رئيس جماعة بوقشمير، عاصمة أيت حاتم قبائل أيت اعمر، كل فعاليات هذا الاحتفال الوطني السامي، رفقة أعضاء الجماعة و عدد مهم من وسائل الإعلام، و مئات من الجماهير.. احتفالات رددت صداها كل جنبات الجماعة و بلغ صيتها المدن المجاورة.. لتبقى مرة أخرى جماعة بوقشمير مثالا يحتدى به في جدية التنظيم و التزام المواطنين بالنظام العام.. و حلقة أخرى لا تزيد الزائر إلا حرصا على الحضور كلما هبت بوقشمير لتنظيم أنشطة ما، و خصوصا منها تلك التي تكتسي صبغة الوطنية و الاحتفال بالمناسبات الوطنية الملكية المغربية…
عرفت حلقات هذا الكرنفال الأمازيغي الرائع الذي ينظم إحياء للذكرى العزيزة، ذكرى عيد العرش المجيد الذي يصادف هذه السنة الذكرى السادسة و العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، منافسات حبية في التبوريدة، نشطها أبناء المنطقة، و أقل ما يمكن أن توصف به، أنها أبدعت في الجمع بين أعمار مختلفة جدا، و أجمل ما في الأجمل ما نمق هذه الصورة: مشاركة جد و ابنه و حفيده.. و نسجل لقطة لمست الأفئدة قبل الأعين، حيث نزل الجد عن صهوة الجواد ليترك المجال لابنه، الذي ما إن اعتدل في جلسته حتى تسلم البندقية من ابنه، لنشهد و نشاهد بأم أعيننا لقطة جمعت ثلاثة أجيال، و كأن الجد يقول لابنه و حفيده، و من خلالها لكل الأجيال الحاضرة، هاكمو خذوا المشعل و احفظوه، ففيه كرامة الأمازيغي و نخوة المغربي و أمن الوطن…
و بين هذه اللوحة المثيرة و تلك، تابعنا تفاعل العائلات ممن يشارك أبناؤها و أهلها ضمن السربات التي أبدعت و أقنعت و أشبعت في مناوراتها للبندقية و ترويض الأحصنة، و كان لصوت البارود الإيقاع و اللحن المثير، رددته جبال …… المحيطة بجماعة بوقشمير، فيما كانت أصوات * ألون* )البندير( تتجاوب مع صداها استعدادا ليلة أحيذوسية ساخنة، لن يبرحها المتحينون من كل الأعمار و من الجنسين إلا فجر اليوم التالي..
و لا يمكن أن تفوت الفرصة دون الإشارة إلى مكون آخر، كان العمود الفقري لهذه الاحتفالات، و يتعلق الأمر بالمذيعة و المنشطة ……………………، التي شنفت مسامع الحاضرين باللغتين العربية الفصحى الطليقة و الأمازيغية الحقيقة المتزنة…فقد أبدعت السيدة ……. بما تملكه من معرفة بميدان التبوريدة و مكوناتها، و أسماء المشاركين في السربات و غيرها من المعطيات التاريخية للمنطقة، و بالذكرى العزيزة عيد العرش المجيد.. بل و أبدت غير ما مرة غيرتها على المنطقة و أبنائها، و ناشدت كل المسؤولين بالجهة و الإقليم، لإيلاء الاهتمام بهذه الجماعة و خصوصا في مجال التبوريدة، و مساعدة المهتمين بها و العاملين على الحفاظ بها، لكونها التراث الحقيقي للمملكة المغربية.. و ليست التبوريدة ببوقشمير كما في غيرها من المدن المغربية، إن لم تكن أحسن من الكثير منها، مجرد عرض فروسي، بل هي تجسيد لروح الشجاعة و الفروسية و الانتماء، و تعكس تراثًا غنيًا يمتد لقرون… و لقد اكتسبت التبوريدة أهمية كبيرة في المغرب، حيث تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مما يؤكد على أهميتها الثقافية و التاريخية على المستويين المحلي والعالمي… و ذلكم سبب غيرتنا – تضيف السيدة المذيعة و المنشطة الراقية…….. – على تاريخ منطقتنا و جماعتنا الملكية المواطنة المغربية الأمازيغية الحرة…
و أخير، لا بد من الإشادة بالتنظيم العام، والتزام المواطنين شبابا و صغارا و كبارا إناثا و ذكورا باحترام الغير و الحفاظ على الممتلكات، و أيضا ننوه بجمالية تصفيف الخيام التقليدية الجميلة، و توفير الماء الشروب..
و قد تليت في الأخير برقية الولاء للسدة العالية بالله، بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد، الذي يصادف هذه السنة الذكرى السادسة و العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين..
