حوادث
أخر الأخبار

الخميسات – المنتدى الدولي للفنانين المبدعين: احتفال و أخطاء بالجملة

شهدت إحدى قاعات الاحتفالات البعيدة عن مدينة الخميسات، احتفالا غنائيا و تكريميا لعدة شخصيات من الجالية المغربية و لبعض الفنانين المشاركين في السهرة..
حضر هذه السهرة الكاتب العام للعمالة سيرا على تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي أشار في عدة مناسبات إلى الجالية المغربية، مؤكداً على أهميتها كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، و مشدداً على ضرورة تفعيل مشاركتها في التنمية، و تلبية احتياجاتها، و حماية حقوقها. .. مؤكدا حفظه الله على أن الجالية المغربية بالخارج هي جزء لا يتجزأ من الوطن، و أنها تمثل امتداداً للمغرب في مختلف بقاع العالم… و دعا جلالته المغاربة المقيمين بالخارج إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للمغرب، من خلال الاستثمار و نقل الخبرات و المعرفة، وفقًا لما أورده موقع الحكومة المغربية… و أكد جلالة الملك على أن الدولة المغربية تولي اهتماماً بالغاً بقضايا الجالية، و تعمل على تلبية احتياجاتها، و تذليل الصعوبات التي تواجهها، حسب ما ذكره موقع “المغرب”…
و تم استقبال الكاتب العام للعمالة على إيقاعات أحيذوس بالتمر و الحليب، في جو محترم و متميز..

و ساهم عدة فنانين في هذه السهرة، أبدع بعضهم مثل الفنان الأمازيغي الشبلي القادم من مدينة امريرت رفقة الفنانة الأمازيغية المتميزة سعيدة الحاجب.. و فرقة أحمام إيمولا لفن أحيذوس برئاسة المايسترو عبد الرحيم، فيما أخفق آخرون حتى في إثارة تصفيقات الحاضرين..
و قد قدم المنظمون خلال السهرة، كؤوس الشاي و الحلويات للحاضرين كعربون على كرم الضيافة.. و هنا لا بد من الإشارة إلى العمل المتميز للعمال الذين أجادوا في تقديم هذه الوجبات الخفيفة جدا جدا في وقت متأخر جدا جدا…
و بالمناسبة، نشير لتميز الفرقة الموسيقية، و الآلات الصوتية الرائعة..
و لكننا سجلنا نقاطا نعتقد أنها جعلت من النشاط مثالا لا يقتدى به، إن لم يكن أقل درجة من ذلك.. و ذلك لما يلي:
– 1- استعمال لفظ « المنتدى »، في اللافتة الإشهارية، و معنى المنتدى هو مكان أو منصة، سواء كانت مادية أو افتراضية، حيث يجتمع الأفراد لمناقشة و تبادل الأفكار و الآراء حول مواضيع محددة أو ذات اهتمام مشترك. .. و يمكن أن يكون المنتدى عبارة عن نادٍ، أو اجتماع، أو موقع إلكتروني.. فأين يا ترى ما حصل بقاعة الأفراح البعيدة تلك بما يسمى المنتدى؟؟ لأن ما عشناه هو مقدم مبعثر الأفكار و تقديم بعض الكلمات و أغاني و رقص و توزيع جوائز… و للغرابة أيضا أن سمي ب « الدولي »، و هو ما يفرض مداخلات و مناقشات ذات طابع دولي، فهل، ما قدم أمام الجمهور هو « منتدى دولي « ؟؟؟ و طبعا قد نقتنع أن هذا المنتدى نظم هذه الليلة احتفالا بمناسبة وطنية و بقدوم الجالية المغربية، و لكن حبذا لو عشنا نفس الحماس في منتدى دولي يتدارس فيه أعضاء المنتدى القضايا الراهنة للوطن مثلا…
– 2- مقدم أوتي به من فاس، العاصمة العلمية للمملكة، حاضنة القرويين أقدم جامعة في العالم، ليعيث في اللغة العربية فسادا، كأن يرفع المجرور)مثال: مع أخونا(، و كان ضعيفا جدا في اختيار المصطلحات، مثال: )نطلب للجمهور الإنصات له للإنصات و الإستمتاع(، و قوله: « أنتقل لفتح الغناء للأخت… « … و قوله: « لنصفق على هذا البلد الكبير على كل المغاربة » .. بل بلغ به الأمر أن أخطأ في التعبير عن أمور مقدسة ) نتحاشى ذكرها لقدسيتها(، ليسقط في التلعثم البين، حتى بدا كطفل كسول يستظهر أمام أقرانه في قسم الثانية ابتدائي محفوظات لم يحفظها.. و كاد لفرط ارتجاله المبعثر أن يمضي في تلك الأخطاء الخطيرة، و يبعثر المبعثر، لولا تدخل أحدهم لثنيه عن توهانه.. ثم يا ليته كان يبعد الميكروفون عن فمه، حتى لا يسمع كل همسه و غمزه و لمزه و حديثه مع بقية المنظمين و الفنانين.. ناهيك عن تحركاته المكوكية البلهاء في كل الاتجاهات..


-3- و حتى يكمل هذا المقدم باقة أخطائه البينة، شكر أحد الفنانين، بعدما أنهى عرضه، قائلا: « شكرا للتنفيس على ساكنة الخميسات »، و هنا أوضح أمرا مهما، أن عدد الحاضرين، إذا خصمنا ممثلي وسائل الإعلام، و المسؤول على الصوتيات، و الفرقة الموسيقة، و بعض العاملين بقاعة الأفراح المحتضنة للسهرة، و عدد من ممثلي السلطة المحلية، فالعدد المتبقي من الجالية المغربية و بعض الضيوف المحليين، قليل جدا جدا .. فمن هي الساكنة التي قصدها المقدم، و كيف له أن يحكم على العدد الضئيل الحاضر بأنه « ساكنة الخميسات » ؟ ، و ماذا يقصد بمصطلح « التنفيس »؟؟ حتى بدا لي أنه يرى في مدينة الخميسات صورة مصغرة ل « كوانتنامو »أو بلد يئن تحت وطأة الحرب أو جائحة خطيرة…
-4- ناهيك عن تلعثمه في مناداة بعض الشخصيات المعروفة و المشهورة ب « الأخت فلانة »، في حين أن المعني بطل ذكر، و بشاربين طويلين و منكبين عريضين، ليجد المدعو نفسه في حرج لا ذنب له فيه، و تكاد عضلاته المفتولة لا تحملان جسده القوي أمام ابتسامات و همس بعض الحاضرين، ممن لعبت الجعة برؤوسهم، حتى أن أحدهم كان يصول و يجول بين أعضاء الفرقة الموسيقة تارة، و أخرى أمام الفنانين و الجمهور حافي الرجلين و عاري الساقين، و بسروال قصير لا يغطي حتى مؤخرته..

-5- و حتى تكتمل الصورة المبعثرة تلك، أطنب المقدم في تقديم نفسه، كأحد المكرمين، و أطال عمر الثناء على بعض الحاضرات من الجالية المغربية، اللواتي أجدن – للأمانة الحقة – في مضمون كلمات تعبق كلها بالوطنية الصادقة..
-6- و مما أثار جنون بعض ممثلي وسائل الإعلام الملتزمة طوال السهرة تلك، هو أن قبع مصور يحمل الكاميرا، وجها لوجه مع كل من يحمل الميكروفون ليقدم كلمة أو يؤدي أغنية، مديرا ظهره للحاضرين من الضيوف، غير عابئ بمظهر مؤخرته حيث ملابسه في وضع غير صحي.. و حتى يلتقط بقية المصورين بعض الصور اضطروا هم أيضا إلى التنقل هناك بالقرب من أنف الفنان أو المقدم، ليشكلوا حائطا بشريا، و أضحى الضيف لا يشاهد إلا أنواعا من المؤخرات، بعضها تكسوها سراويل الجوطية الباهتة اللون، و التي اتخذت لنفسها وضعا غير مريح.. و هكذا أفسد السيد المصور على الجميع جمالية التقاط الصور، علما أنه يمكن التصوير عن بعد لما تحويه الكاميرات الحالية من تقنيات خاصة بذلك… و رغم إدلاء البعض بالملاحظة، لإبعاد ذلك المصور من هناك، إلا أنه لا من مجيب، المقدم حائر و مفتون جدا بين مشاركة الرقص مع بعض الفتيات و بين اختطاف صورة مع مسؤول رفيع المستوى، و مسؤول آخر تائه بين تعديل قميصه البراق و بين البحث عن وضعية جميلة قصد التقاط صورة، رغم الفم المملوء على الدوام بالحلوى- العشاء، ربما ستكون الصورة على غلاف ملف تنظيم نشاط آخر..

و إنني لأعتقد أن ضيف السهرة السامي، قد ندم ندامة لا مثيل لها، على تورطه في الحضور إلى سهرة جدية الأبعاد على الأورق، سيرها أشخاص دون المستوى المطلوب.. و كأنني به و هو يتكلم عبر الهاتف مرارا و تكرارا، كالمستجير من الرمضاء بالنار…
و أخيرا فقد بلغ إلى علمنا أن بعض الفنانين المشاركين في الحفلة، لم يتوصلوا بأي تعويض، رغم تنقلهم من مدن بعيدة.. و إلى حين الاتصال بأحد المسؤولين لتأكيد أو نفي الخبر، سنعمل جاهدين على استفسار بعض الفنانين المشاركين… و لكل حادث حديث…

الفيديو:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى