مال و أعمال
أخر الأخبار

كيف أنقذت مساهمة المغرب إسبانيا و البرتغال في أزمة الكهرباء

في خطوة تعكس عمق التعاون الطاقي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لعب المغرب دورًا محوريًا في مساعدة إسبانيا على تجاوز واحدة من أكبر أزمات انقطاع الكهرباء في تاريخها الحديث، و ذلك بفضل الربط الكهربائي الثنائي الذي يربط بين البلدين منذ سنوات.
و تعرضت إسبانيا والبرتغال ظهر يوم الإثنين 28 أبريل 2025 لانقطاع كهربائي واسع النطاق أدى إلى فقدان نحو 15 جيغاواط من القدرة الكهربائية، أي ما يعادل 60% من إجمالي الطلب الإسباني، خلال خمس ثوانٍ فقط. هذا الانقطاع المفاجئ شل حركة النقل، وأثر على المستشفيات، وشبكات الاتصالات، والمرافق الحيوية في مختلف أنحاء البلاد.

وفي خضم هذه الأزمة، لعب الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، المعروف باسم مشروع “ريمو” (REMO)، دورًا حاسمًا في إعادة استقرار الشبكة الإسبانية. بفضل هذا الربط، الذي تبلغ قدرته التبادلية نحو 1,400 ميغاواط، تمكنت الشبكة الإسبانية من استيراد الكهرباء من المغرب بشكل فوري، مما ساهم في تسريع عملية استعادة التيار.
وبحسب مصادر رسمية، اعتمدت السلطات الإسبانية على تدفقات الكهرباء القادمة من المغرب ومن فرنسا لتغطية العجز الطارئ، وهو ما مكن من إعادة التيار إلى أجزاء كبيرة من البلاد خلال ساعات قليلة.
ويعد الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، الذي يمتد عبر كابلات بحرية تحت مضيق جبل طارق، أحد أعمدة الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين البلدين. ويجسد المشروع نموذجًا للتكامل الإقليمي، حيث يتيح تبادل الكهرباء وفقًا للطلب، مما يعزز مرونة وأمن الشبكات الكهربائية في كلا الاتجاهين.
هذا التدخل المغربي يعكس، مرة أخرى، المكانة المتنامية للمغرب كمحور طاقي إقليمي قادر على لعب أدوار استراتيجية في ضمان أمن الطاقة على مستوى المنطقة الأورومتوسطية، خصوصًا في ظل توجهه المتسارع نحو تطوير الطاقات المتجددة وزيادة قدراته الإنتاجية.

تجدر الإشارة إلى أن الربط الكهربائي بين البلدين لا يقتصر على تبادل الكهرباء التقليدية فقط، بل يتوقع أن يزداد مستقبلاً مع التوسع في تصدير الطاقة الخضراء المغربية إلى أوروبا، في سياق الجهود المشتركة للتحول الطاقي ومكافحة تغير المناخ.
ويُعد مشروع “ريمو” (REMO)، الذي يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، من أقدم وأهم مشاريع الربط الكهربائي بين أوروبا وأفريقيا. وقد أُنشئ المشروع بهدف تعزيز أمن الطاقة للطرفين من خلال تبادل الكهرباء حسب الحاجة، لا سيما في الأوقات الطارئة أو عند ارتفاع الطلب.
ويمتد الربط على مسافة تقارب 59 كيلومترًا، منها 29 كيلومترًا تحت البحر، ويضم خطوطًا بقدرة تبادل تصل حاليًا إلى 1,400 ميغاواط، مع خطط مستقبلية لزيادة هذه القدرة إلى 2,000 ميغاواط. يعد هذا المشروع ركيزة أساسية في الاستراتيجية الطاقية المغربية، كما يمثل جسرًا حيويًا في جهود إسبانيا لضمان مرونة شبكتها الكهربائية، خصوصًا مع التوسع الكبير في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وأثبت مشروع “ريمو” مرة أخرى أهميته الاستراتيجية، حيث ساعد، إلى جانب الدعم الفرنسي، في تقليص آثار انقطاع الكهرباء الواسع الذي ضرب شبه الجزيرة الإيبيرية، مما سلط الضوء على الدور المتزايد لمشاريع الربط الطاقي العابر للحدود في ضمان استقرار الشبكات الكهربائية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

و مباشرة بعد عودة التيار الكهربائي إلى بعض المناطق بعد عدة ساعات فقط من انقطاعه على نطاق واسع في إسبانيا و البرتغال، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول و الإنترنت و توقف القطارات و الخدمات العامة.
وجه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الشكر للمغرب و فرنسا لتزويدهما جنوب و شمال إسبانيا بالكهرباء.
تحصل إسبانيا على الكهرباء من فرنسا و المغرب بموجب اتفاقيات الربط الكهربائي، و الذي ساهم في التخفيف من آثار انقطاع الكهرباء.
و يأتي الربط الكهربائي بين الرباط و مدريد في إطار مشروع “ريمو” لغرب البحر الأبيض المتوسط، لتبادل الطاقة في الاتجاهين، بطاقة إجمالية تصل إلى 1400 ميغاواط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى