ثقافة
أخر الأخبار

موسم *الطوايط*- على أرض آيت عللا حودران، امتزجت العبرات بالأحضان و رسم المستقبل الروحي

كل من حضر هذا العرس الروحي، امتلكته أحاسيس غريبة، تحكي لقاء دام لعصور.. أبطاله ساكنة قبيلتي أولاد بورزين و أيت علا..
لما كانت القبيلتان متجاورتان في زمن سحيق، حصل أن وقع خلاف على الحدود، لتشب على إثرها حرب ضروس تسببت في خلق حقد دام لسنين طويلة.. إلى أن احتمعت على رأي واحد نيات حسنة، قادها رجال عظماء، قرروا و سطروا و خططوا لصلح أبدي. فنظموا بعبقرية الكبار، لصلح، ستقام له طقوس أكثر من غريبة، و هي أن تلتقي القريتان على أرضهما بالتناوب. و فعلا، نظم ترحاب تلو آخر، و كان الضيف يحمل كل أمتعته و أبنائه و خيراته، و يحج إلى أرض القرية الأخرى، لتقام طقوس متميزة و يتعانق الجميع، و يبكون، كدليل على ندم قاتل لما تسببت فيه الخلافات التي دامت سنين طويلة..
ثم بعد سنتين، تنتقل القبيلة المضيفة لتحل بدورها ضيفا مرحبا به ، فتقام الأفراح و الأحضان.. و يقوم المضيف بكل ما تتطلبه طقوس الضيافة و الكرم..
و هكذا انطلقت حلقات *الطوايط* على مر السنين.. و حنى تبقى لهذه الملكة قيمتها، و تسمو و ترقى سنة بعد أخرى، و تحتفظ بنفس النكهة من تبادل الاحترام و الحب، منعت القبيلتان على نفسيهما حتى مجرد الزواج فيما بينهما، لتفادي أي اختلاف يتسبب في إثارة جذوة بغض أو حقد.. بل و ارتقى هذا الإحساس و سمت هذه القناعة، ليصبح كل فرد من القبيلة الاخرى هو * شريف* بالنسبة للآخر، فلا يظلمه و لا يحقد عليه و لا يحسده، بل على العكس من ذلك، يمجده و يعظمه و يحترمه..
و * الطوايط* هذه السنة، على أرض أيت عللا حودران، كانت حلقة رائعة التلاقي و محكمة التنظيم، أحضان و دموع و تمجيد و تبجيل.. و حسن ضيافة .. فلم تهدأ الزغاريد و لم تتوقف الأفراح.. و صدحت البنادق بالبارود، و ارتوت الأرواح..
و على أمل اللقاء على أرض السهول بعد سنتين، لا نجد تعبيرا عما عشناه من روعة لقاء أولاد بورزين و أيت علا و حسن احترام قرارات الاجداد.. فتفضلوا بالرد على تساؤلنا أيها الأحفاد.. فموعدنا السهول، و ليس لقاء *الطوايط* بالسهول ببعيد…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى