ثقافة
أخر الأخبار

زمن الجمود


أصبحت العلاقات الإنسانية في مجتمعنا فاقدة لمعناها الحقيقي، من تضامن وتآخي و تآزر و تعاون، بل أضحت تطغى عليها المصالح و الماديات بالدرجة الأولى، أشخاص يعيشون بأقنعة و يظهرون مشاعر مزيفة، إلا من رحم ربي، فلم يعد هناك أصدقاء حقيقيون تجدهم وقت الشدة و الحزن و الألم، هم أحبابك و أصحابك وقت الحاجة و مزاجك الجيد ، لا ننكر بأن هناك علاقات أو صداقات حقيقية، لا يغيرها الزمن و لا تشوبها شائبة أو تفسدها الظروف كيفما كانت، لكن معنى الصداقة الحقيقي أوشك على الاندثار. فهل نعيب على نفوس تغيرت، أم على زمن انقلب فيه كل شيء بوتيرة حياة أصبحت مقلقة؟
إن كل ما نراه من جري وراء المال و المظاهر الخداعة، له تأثير في علاقاتنا ببعضنا البعض، فلم تعد الحياة بسيطة مليئة بالحب و الرحمة و القيم الإنسانية. فقد بات الإنسان مثل آلة متحركة يعيش و كأنه في زمن الجمود بدون مشاعر أو احاسيس، و أصبح التوتر و القلق طاغيا على النفوس، فأين نحن من حياة آبائنا و أجدادنا، تلك الحياة البسيطة التي يغمرها الحب و العطاء و التضحية؟
فحتى الحياة الزوجية أصبحت عند البعض جحيما لا يطاق، لسبب رئيسي من بين عدة أسباب، لأنهم لا يعيشون بمبدأ القناعة و الرضا، و التغاضي عن ما يرونه في مواقع التواصل الاجتماعي و المسلسلات و الأفلام، فالكل يعيش بلهفة و عدم تقبل الإمكانيات المتاحة، و كل ذلك يؤثر على العواطف و الأحاسيس و يغير مفاهيم العلاقات، بما في ذلك العلاقة الزوجية، و التي تبنى أساسا على التضحية و المودة و الرحمة.. فهل سنترك كل التطورات الحالية، من تكنولوجيا و عولمة تغير و تيرة حياتنا بل و تقلب موازين كل علاقاتنا؟
من الضروري جدا أن نحافظ على توازننا النفسي بأن نحب ذواتنا و نعمل على تطويرها مع الحفاظ على قيمنا و مبادئنا وأن نبني علاقات صحية و نحافظ عليها، و إعطاء لكل ذي حق حقه، و التعامل بمبدأ العطاء و الاحترام المتبادل حفاظا على استمراريتها. فالحياة زائفة، و في أخر المطاف لن يبقى إلا الأصل الطيب و القيم النبيلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى