
احتفلت ساكنة الجماعة القروية خميس سيدي يحيى بإقليم الخميسات على غرار كل المغاربة، يومه السبت 07 يونيو 2025 بعيد الأضحى دون نحر الأضاحي، و ذلك استجابة للقرار الملكي الذي جاء في سياق استثنائي، تراعي فيه الدولة تداعيات الظروف الاقتصادية و المناخية الراهنة، حيث أجمع متتبعو الشأن الديني و كل المحللين السياسيين و غيرهم، على أن هذا القرار يعكس حسّ الملك بالمسؤولية الاجتماعية، و حرصه على تخفيف الأعباء على المسلمين المغاربة دون المساس بجوهر الشعيرة و مكانتها في قلوبهم.
فقال حفظه الله ‘’
« و ما جعل عليكم في الدين من حرج » ، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة..
ليختم حفظه الله قوله:
نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة و معانيه الروحانية النبيلة و ما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات و المساجد..
ففي أجواء روحانية، مرت صلاة العيد بمصلى الجماعة، حيث حضرت العشرات من المصلين صغارا و كبارا و من كلا الجنسين.. و بعد أداء صلاة ركعتي العيد، ألقى إمام المسجد الرئيسي للجماعة الشيخ أحمد خطبة شاملة جامعة حول كنه و أبعاد عيد الأضحى، و أبرز كل معاني إقامة شعائره لهذه السنة تماشيا مع تعليمات صاحب الجلالة نصره الله، القاضية بعدم إقامة شعيرة الذبح، و الإبقاء على طقوسه المعتادة و معانيه الروحانية النبيلة و إنفاق الصدقات و صلة الرحم، و كذا كل مظاهر التبريك و الشكر لله على نعمه مع طلب الأجر و الثواب.
و هذا نص الرسالة الملكية التي وجهها حفظه الله يوم الأربعاء 27 شعبان 1446ه الموافق ل26 فبراير 2025م:
“الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله و صحبه،
شعبي العزيز، لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه و سننه، عباداته و معاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، و الالتزام بالمؤكد من السنن، و الاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر. إن الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف و حرصهم على التقرب إلى الله عز وجل و على تقوية الروابط الاجتماعية و العائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة. إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية و اقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية. و لهذه الغاية، و أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود.
و من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين و الساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة و المصلحة الشرعية، و ما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج و الضرر و إقامة التيسير، و التزاما بما ورد في قوله تعالى: “و ما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. و سنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا و سيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، عندما ذبح كبشين و قال: “هذا لنفسي و هذا عن أمتي”.
شعبي العزيز،
نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة و معانيه الروحانية النبيلة و ما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات و المساجد و إنفاق الصدقات و صلة الرحم، و كذا كل مظاهر التبريك و الشكر لله على نعمه مع طلب الأجر و الثواب. “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني”. صدق الله العظيم. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته”.